13 سبتمبر 2025
تسجيلفقه الصيام (1)إنَّ الله - سبحانه - شرَع لنا صيام رمضان، وجعَلَه أحدَ أركان الإسلام، فكان لزامًا على كل مسلم أن يتعلَّم من الأحكام ما يتعلَّق بالصيام؛ حتى يعبدَ الله - تعالى - على بصيرة، وليؤدي الواجب عليه عن عِلمٍ ومعرفة، وفَرْقٌ بين مَن يعبد الله - تعالى - على علْمٍ وإدراك، فيتَّبع النبي- صلَّى الله عليه وسلَّم - أحسنَ اتِّباع، ومَن يبني عبادته على مشاهدة الناس، وما يتناقله العوام أو يدعونه.وقد قرَّر أهل العلم أنه يجب على المكلَّف تعلُّم ما تَصِحُّ به عبادته، ومَن يُرِد الله به خيرًا، يُفَقِّهه في الدين.وإليكم جملة من أهمِّ مسائل الصيام التي لا غِنى للمسلم عنها.فلو سُئِلتَ يا عبد الله عن معنى الصيام، فقل: إنه الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني حتى غروب الشمس، بنيَّة التعبُّد لله - تعالى-، فوقتُ الصيام والإمساك يبدأ من طلوع الفجر وهو وقت دخول صلاة الفجر، والعِبرة بدخول الوقت، لا برفع الأذان، فلو بكَّر المؤذِّن أو تأخَّر في الأذان، فلا عِبرة بذلك في الصيام، وكذلك غروب الشمس، وفي الصحيحين عن عبدالله بن أبي أوْفَى - رضي الله عنه - قَال: كنَّا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - في سفرٍ في شهر رمضان، فلَمَّا غابت الشمس، قال: "يا فلان، انزِلْ، فَاجْدَحْ لنا؛ أي: اخلِط الماء بالسَّويق؛ لنفْطرَ"، قال: يا رسول الله، إن عليك نهارًا، قال: "انزِلْ فاجْدَح لنا"، قال: فنَزَل، فجَدَحَ، فأتاه به، فشَرِب النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ثم قال بيده: "إذا غابت الشمس من ها هنا، وجاء الليل من ها هنا، فقد أفطَرَ الصائم".وحقيقة الصيام: الامتناع عن تناول المفطرات خلال وقت الصيام، فمَن تناوَل شيئًا من المفطرات عامدًا ذاكرًا لصومه، لَم يصحَّ صيامه، أمَّا الناسي فلا شيء عليه، وصيامه صحيح؛ أخرج البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "مَن أكَل ناسيًا وهو صائم، فليتمَّ صومه، فإنما أطعَمَه الله وسَقاه". وعلى المسلم أن ينوي بهذا الصيام أداءَ الواجب والتقرُّب إلى الله - تعالى - لأنَّ الأعمال بالنيَّات، فمَن صام بلا نيَّة أو نوى الحِمْيَة والتخفيف، أو تقليد الناس فحسب، لَم يصحَّ صيامه، وتكون النيَّة في الليل؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "مَن لَم يُبيِّت الصيام قبل طلوع الفجر، فلا صيام له"، وهو في صحيح الجامع.وليست النيَّة - كما يفعل البعض - أنْ يقول بلسانه نويتُ أنْ أصوم، أو أن أُصلي كذا وكذا، فهذا لَم يَثبت عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولا عن أحدٍ من الأئمة والسلف؛ لأن النيَّة مكانها القلب، فقيامُك للسحور مثلاً من أجْل الصوم يعتبر نيَّة.