29 أكتوبر 2025
تسجيللعل من نافلة القول التأكيد أنه مهما استمر بوتين في السلطة فإن السياسة لن تتغير كما هي في سوريا بتمديد الرئاسة لـ بشار وقد أكدت الكاتبة "إيليا شيفتسوفا" نزعة بوتين الستالينية هذه، فها هو في سوريا يستأنف البربرية والاحتلال الذي أنشأ منذ عهد الأسد الأب القاعدة البحرية في طرطوس ليصل أسطوله بالبحر المتوسط، وهو الهدف التاريخي للوصول إلى المياه الدافئة؛ ولكن لم يفلح، بيد أن الروس اليوم مع السفاح يكسبون قاعدة في (حميميم) إضافة لاحتلالهم مدينة (تدمر) الاستراتيجية وجعلها قاعدة عسكرية، فانظر إلى هؤلاء التُّحُوت الثلاثة الشراس الشماس الروس والإيرانيين ومن هم مع الأسد! غيرَ أن ثوارنا الأشاوس قضوا عليهم بالمئات ولولا ذلك ربما كان أمر آخر، ولذا تجدهم اليوم خُرسًا مأزومين، ولا غرابة ممن لا يعرفون أي شرف للخصومة أن يفعلوا ذلك، أمَا نرى أمامنا فواجع (الفلوجة) في العراق الأسير واستهداف السنة ومشافيهم –حيث قُصف مشفى البلدة وسقط الضحايا- واجتماع قاسم سليماني بالحشد الشعبي لأخذ التوجيهات ضد المدنيين وحَمْل منصات الصواريخ صورَ "نمر النمر" الذي أُعدم في السعودية جراء أعماله ضد المسلمين هناك؟! فالانتقام من المدنيين وليس القصاص هو ديدنهم. ويساعدهم الأمريكان والروس على تنفيذ المهمة سيما أن العراق هو المحطة الإقليمية الأقوى في الوطن العربي لهم!! وحتى لا نذهب بعيدًا فيجب ألا ننسى أن الحكم الأسدي كان ولا يزال صاحب الطبيعة الخبيثة المطابقة، فهذا هو رفعة الأسد أخو حافظ الأسد ونائبه يقول كلمته اللعينة في المؤتمر القطري السابع لحزب البعث 29/12/1979: إن (ستالين) قضى على الملايين في سبيل الثورة الشيوعية واضعًا في حسابه أمرًا واحدًا فقط؛ هو التعصّب للحزب ونظريته، ولو أن (لينين) كان في ظرف (ستالين) لفعل مثله! والجدير بالذكر أنه مرفوض شعبيًا وسياسيًا لفظائعه السابقة سيما في مجزرة حماة. وهكذا فعَلها حافظ الجزار عمليًا فأزهق روح 47 ألفًا في حماة 2/2/1982 ودمّر ثلثي المدينة. وعلى كل فالجميع متآمر على الشعب السوري إلا أقلّ المخلصين، ويبدو أن كل المحاولات مع روسيا وبإغراءات مادية كبيرة من دول خليجية للتخلي عن الأسد تخفق بسبب اتفاق السفاح مع بوتين على أخذ الأثمَن مما يرغبه في سوريا بالاتفاق مع إسرائيل وأمريكا وضمان حمايته في "سوريا المفيدة"، إذ يبدو أنه منذ انقلاب الأب عام 1970 قد بدأت المؤامرة الجهنمية المحمولة على مشاريع عقائدية مع إيران وإسرائيل ومصلحية وإيديولوجية مع روسيا، حيث لا ننسى تصريح لافروف بضرورة أن يبقى العلويون ولا يصعد السنة إلى الحكم، وتبيّن هذا في المؤتمر بين (الجُبير) و(لافروف) حيث ظهر أن البَوْن شاسع فيما يخص مصير الأسد، وعَرْض لافروف انتخابات رئاسية بإشراف دولي، حتى بدا للمشاهدين وهو يضحك بنوع من السخرية على (الجبير)! وهكذا يأخذ غرور الطغيان روسيا وإيران فضلًا عن إسرائيل وأمريكا لتدمير سوريا وشعبها الثائر الطالب لحقه وكرامته وطمس استبدادهم وصنيعتهم الأسد، أليس روسيا قد ضاعفت العتاد بعدما زعمت الانسحاب! وعادت فأيّدت الأسد بعد التفجيرات السبعة في طرطوس وحرّضته أن يجعل خصومه جلّادين مثله، وعرضت على أمريكا الاشتراك معها والأكراد وبعض العرب لتحرير (الرقة) من داعش، ولتكسب روسيا موافقة أمريكا من جهة وتعمل على بناء نفوذ لقطاع كردي في سوريا وهو ما يهدّد تركيا مباشرة التي تعتبره خطًا أحمر كما هو سقوط حلب. وفي هذا الغضون كان العميد عصام زهر الدين يتباهى في مطحنة القتل العشوائي وهو يقطّع أشلاء شخصين مدنيّين، وصمَتَ الروس على هذا المشهد، وباركه مفتي سوريا المجرم أحمد حسّون، إن كل ذلك للاتفاق على الجغرافيا السياسية لهما؛ بل والتقسيم الديموغرافي. وهكذا فإن الروس هم ثالثة الأثافيّ مع إسرائيل وإيران وأمريكا، إذ بعد أن بلغ السفاح الأسد النزْع الأخير وقيل له: يداك أوْكَتا وفوكَ نفخ جاء الدب الروسي بالموت الذريع المفاجئ للسوريين وبعد أن وصل الثوار قاب قوسين أو أدنى من الحسم، وكذلك جاء المجوس الفُرس بعد الروس -وهم لا يقتلون إلا أهل السنة- ومع بلوغ السيل الزُّبَى ظهر أنهم وأسَدَهم برْقٌ خُلّب وتمزّق شملهم في حلب وغيرها على نطاق واسع لا يكادون يحملون أرجلهم. ولكن لنفهم أن روسيا ما عرضت اليوم على "جبهة النصرة" وقفَ النار مؤقتًا إلا لتفرّق الفصائل الثورية وتجعلها تتقاتل مع بعضها! وحدث ذلك بعد الهجوم على مطارT4"" في تدمر فتضرّر العتاد الروسي كثيرًا وتعطّلت أربع مروحيات و20 شاحنة. وعليه: فخسائر إيران أكبر من روسيا، وهي ومن معها يسيرون على رمال متحرّكة ويهرفون بما لا يعرفون، أما النصر فمهما تأخّر فهو لابتلاء الشعوب الحرة المكلومة المنصورة، وكما قال محمد المنبجي: سيلفظ طُهرُ تربكِ يا بلادي عُتاة الفُرس والروسِ الأعادي