20 سبتمبر 2025

تسجيل

ليس الشديد بالصرعة

27 مايو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب). متفق عليه.وقد ذكره الإمام النووي رحمه الله في باب الصبر، لأن الإنسان حينما يحتدم الحنق في قلبه، ويمتلئ غيظاً وغضباً فإن السيطرة على النفس عند ذلك وكبح جماحها عن التعدي يحتاج إلى صبر عظيم، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ليس الشديد) يعني: ليس الإنسان الشديد هو الشديد بالصُّرَعة، والمقصود بالصُّرَعة أي: الذي يصرع الناس كثيراً، فهو إنسان قوي يصرع الناس كثيراً، وإنما الشديد حقيقة والذي ينبغي أن تلتفت الأنظار إلى قوته وشدته هو من يملك نفسه عند الغضب، فمسألة الشدة في صرع الناس وغلبتهم بالعضلات المفتولة أمر يحصل للإنسان، ولربما حصل أيضاً لغيره من الحيوانات، ولكن هذا الإنسان الذي قد امتد بدنه وانفتلت عضلاته لربما يكون كالطفل الصغير إذا غضب، فيخرج عن طوره ويفقد سيطرته على نفسه، فيتكلم بما لا يعي ولا يعقل، ويطلق امرأته، ويسب نفسه، وإذا ذُكّر بذلك بعد هذا لم يتفطن لشيء من ذلك إطلاقاً، ثم يندم على تصرفاته التي صدرت منه.وقد يظن البعض أن الشخص الشديد هو الشخص سريع الغضب، والذي لا يملك انفعالاته وتصرفاته عندما يغضب، ولذلك يحذرون من مواجهته، ويقولون فلان شديد، انتبه وكن على حذر، فقد لا يعجبه قولك فيغضب ويفاجئوك بتصرف لا يرضيك، بل قد يمد يده عليك أو يسبك، وقد يؤذيك أو يؤذي نفسه بسبب شدة الغضب.ولذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تصحيح مفهوم الشدة.. فالقوي الشديد فعلا هو من استقوى على نفسه أولا فكبح جماحها.. واستحوذ على غضبها.. وتصرف بتحضر ورقي.. وفي الحديث تلميح بأن المنفعل وقت الغضب.. الذي لا يملك غضبه.. هو إنسان ضعيف وعاجز.. قاده عجزه إلى رفع الصوت أو السب أو القذف أو الضرب أو التكسير والتخبط والهمجية.