23 أكتوبر 2025

تسجيل

اعقلها وتوكل

27 مايو 2014

حديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم مع الرجل الذي قال له: "يا رسول الله، أتركُ ناقتي وأتوكل، أو أعقلها وأتوكل؟ قال: بل اعقلها وتوكل".. دلالة على اهمية اتخاذ الاسباب لأداء أي عمل من أجل تحقيق الانجاز والنجاح فيه، وطرد التردد والوسوسة عن النفس، فالنفوس المترددة لا تنجز ولا تتحرك قيد أنملة في دروب الانجاز. إن كنت ترغب في أن تصنع لنفسك تاريخاً ومجداً ونجاحاً، فلا تنضم أبداً إلى قافلة المترددين، أصحاب الوساوس وعدم الثقة بالنفس والذات.. إن أردت أن تغير ما حولك أو حياتك أو أي عملية تغييرية حياتية، فلا تتردد. هذه خلاصة موضوعنا في هذا المقال، ولمن أراد المزيد فيمكنه مواصلة القراءة. إن التردد وبكل وضوح، هو ذاك الهمس أو الصوت الخافت الذي يأتيك من أعماقك يدعوك إلى عدم خوض ما أنت بصدد الخوض فيه وهو التغيير، ويدعوك ذاك الصوت الهامس الخافت إلى التوقف والتفكر مرات ومرات، ويبدأ يقرأ عليك أوهاماً ويدعوك إلى تخيل صور سلبية بائسة.. أليست حياتنا هي صنائع أوهامنا؟ هل تتفق معي في هذه العبارة أم تخالفني؟ إن أنت واصلت الاستماع إلى ذاك الصوت الخافت، فإنك ها هنا مُعَرَضٌ لأن تتخذ قراراً بالتوقف وكبح جماح حماستك الأولية. وكلما تباطأت في اتخاذ القرار واستمعت أكثر إلى ذاك الصوت، كلما كنت سبباً في دعم روح التثبيط والقعود، فتجد نفسك تراوح مكانك لا تتقدم. عمليات التغيير ليست من تلك النوعية من العمليات التي تتحمل التردد والبطء. ولو كان كل البارزين على مدار التاريخ من القادة والحكام وعظام الرجال من المترددين، لما برز أحد في هذا التاريخ ولما حدثت تغييرات دراماتيكية حاسمة تغير معها التاريخ. حين تجد نفسك أمام عملية تغييرية لاسيما تلك التي لها ارتباطات متشعبة ويتأثر كثيرون بها، فأنت أمام لحظات صناعة تاريخ.. وحتى لو كنت أمام عملية تغييرية مع نفسك، فالأمر شبيه أيضاً، باعتبار أنك أنت نفسك، إنما حياة كاملة تستحق كل اهتمام ورعاية. إذن نعود لخلاصة الموضوع وهي أن تكون حاسماً حازماً وأنت ترغب في إحداث تغيير ما، سواء على الصعيد الشخصي أم أصعدة أوسع وأكبر، ولا تتردد في قرارات التغيير، لأن هناك الكثيرين حولك تنحصر مهامهم في تلك اللحظات الحاسمة في دفعك إلى التباطوء والتوقف، وأهم كل أولئك، هي نفسك التي بين جنبيك.. اعقلها وتوكل واصنع تاريخك من الآن ودع التردد جانباً.. وفقنا الله لما يحبه ويرضاه.