17 سبتمبر 2025

تسجيل

مسيرة "التعاون"

27 مايو 2013

يوم أمس الأول السبت احتفل أبناء الخليج بالذكرى الثانية والثلاثين على قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي انطلق في الخامس والعشرين من مايو عام 1981 في العاصمة الإماراتية أبوظبي. يبلغ عدد سكان مجلس التعاون اليوم حوالي 46 مليون نسمة، يعيشون على مساحة قدرها 2423.3 كم مربع، ويتمتع المجلس بقوة  اقتصادية هائلة، قوامها أكثر من  2.5 تريليون دولار، كما يصدر أكثر من 16 مليون برميل نفط يومياً، ولكن هل الشعوب الخليجية راضية عن مسيرة المجلس التي مضى عليها أكثر من ثلاثة عقود؟ السؤال يبدو في ظاهرة سهلاً، إلا أن إجابته ليست كذلك على الاطلاق، خاصة إذا ما تمت مقارنة إنجازات المجلس الخليجي بالتكتلات الاقتصادية والسياسية الإقليمية الأخرى، وبالطبع ليست العربية منها، لأن المقارنة بين التكتلات العربية وغيرها ليست في محلها أبداً، وأعيب على التصريحات الرسمية التي تركز أحياناً على حصر إنجازات المجلس في استمراره ككيان على مدى تلك العقود، والاجتماعات الدورية التي تواصلت بين أعضائه دون انقطاع خلال هذه الفترة، في مقارنة مع التكتلات العربية. المواطن الخليجي يحتاج إلى إنجازات عملية على أرض الواقع، ويحتاج إلى دفع مسيرة المجلس نحو التكامل الاقتصادي والصناعي والتكنولوجي والاجتماعي والسياسي والأمني، وغيرها من مجالات، بسرعة كبيرة، وإلى استغلال الثروات المتاحة حاليا الاستغلال الأمثل. التكامل الاقتصادي بين دول المجلس، على سبيل المثال،  يسير ببطء، فملف الاتحاد الجمركي ما زال شائكا، والسوق الخليجي المشترك والعملة الخليجية المشتركة اللذان يعدان العاملين الأكثر أهمية في المراحل الاقتصادية نحو التكامل، يبدو أنهما بعيدا المنال. وقس على ذلك، المجالات الأخرى، وإن كان المجال الاقتصادي هو الأهم. يشكل الشباب في مجلس التعاون اليوم ما يعادل نصف السكان، وحكومات المجلس مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بتفهم احتياجاتهم وتطلعاتهم من أجل الاستفادة من أفكارهم وطاقاتهم، فهؤلاء الشباب هم الذين يستطيعون قيادة مسيرة المجلس ودفع عجلة التنمية فيها.