16 سبتمبر 2025
تسجيلكلمة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في افتتاح منتدى الدوحة ومؤتمر إثراء المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط 20 — 22 مايو 2013 الذي عُقد مؤخراً بمدينة الدوحة. كلمته فيها الكثير من الوقفات والقيم والأخلاقيات الخيّرة، علينا أن نقف عليها كأفراد ومجتمعات وأمة تريد الخير واستلهام الإصلاح البنّاء للجميع والإنسانية، فهذه بعض المقتطفات من كلمة سموه حفظه الله: — • إن أبرز ما نراه اليوم في العالم العربي مناداة الشعوب بالإصلاح الشامل والسعي لتحقيقه بطرق ووسائل شتى، وفي مقدمتها تحقيق المشاركة السياسية في إدارة الشأن العام ". فلماذا يخاف البعض ويتأفف ويعتقلها ويجعلها حبيسة الادراج من كلمة وقيمة الإصلاح ما دامت تحقق للشعوب الخير والحفاظ على ثرواتها ومقدراتها، وتعزز مكانة دولته أمام المنظومة الدولية، ويلتف الجميع حول من يريد الخير لأفراد شعبه وأمته وتجعله هامة وقمة وشموخا يُشار إليه، ويكتب اسمه بأحرف من نور ويخلده ويذكره التاريخ والأجيال بكل خير وفي سجل الخالدين، وما دامت تأتي بطريقة سلمية وبأدب وبأسلوب حضاري راق، وما أجمل الحياة عندما تكون فيها وحين تغادرها وتترك أثراً بل آثاراً طيبة وأعمالاً جليلة يراها القاصي والداني ويعود نفعها على الجميع بدون استثناء. • ويجب ألا ننسى أن شيوع الفقر والبطالة وغياب العيش الكريم وانتهاك حقوق الإنسان في ظل أنظمة الحكم التي تتميز بالتسلط والقمع والفساد "، فإلى متى تسير بعض الأنظمة في إفقار شعوبها وأكل خيراتها وأموالها وانتهاك حقوقها وإهانتها في أن تعيش في ذلٍ وتسوّل، إلى أن تعيش وتنال العيش الرغيد الكريم، وهو حق من حقوقها كفلتها الشرائع السماوية والأنظمة الإنسانية الدولية الشريفة. فلك الحمد يا رب على نعمة الأمن والامان التي نتفيأ ظلالها في بلدنا الحبيب قطر حفظه الله. • وفي هذا الصدد أود أن أذكر بأن ديننا الإسلامي الحنيف فيه نهج موازٍ للديمقراطية، وهو النهج الذي يعتمد مبدأ الشورى والعدل " وما أجملهما من قيمتين الشورى والعدل. • إنني اعتقد بأن الشعوب العربية لن تتوقف عن بلوغ أهدافها المشروعة نحو الإصلاح والمشاركة الشعبية والتنمية وتعزيز وحماية كرامة الإنسان على الرغم من العقبات التي تواجهها. ومن الأجدى والأسلم تحقيق التغيير تدريجياً بالإصلاح والحوار، فطريق التغيير السلمي المتدرج الواضح الهدف هو طريق أقل مجازفة، وأكثر وثوقاً... ". وقد قيل " التدرج معراج التخرج " والوصول إلى التنمية والتقدم وعموم الخير الذي تنشده الدول الحية. • وإنني على يقين بأن من يرفض الإصلاح والتغيير ولا يستوعب حقائق العصر ومتطلبات المجتمعات الحديثة سوف تغيره ضرورات التاريخ ومسيرة الزمن، فالشعوب لا تقتات بالشعارات ولا تكتفي بالايديولوجيات ". خذوا من التاريخ عبرا ودروسا يا من ترفضون الإصلاح والتغيير، صدقت يا سمو الأمير " فالشعوب لا تقتات بالشعارات ولا تكتفي بالايديولوجيات ". قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله " ولهذا كان السلف — كالفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهما — يقولون: لو كان لنا دعوة مجابة لدعونا بها للسلطان ". " ومضة " الإصلاح كلمة وقيمة قرآنية قمة في الجمال، لتعيش أمتنا مع هذه القيمة فقهاً وفكراً وسلوكاً وانطلاقة وتطبيقاً وممارسة بالمنهج الوسطي والاعتدال، قال تعالى "إن أريد إلاّ الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكلت وإليه أنيب".