18 سبتمبر 2025

تسجيل

الشعر الإسلامي يدعو إلى السلم .. ونبذ الحروب

27 مايو 2013

قال صاحبي: منذ أن نزل الإسلام رفع الأدباء المسلمون راية السلم، ونادوا بأصواتهم المدوية المتحاربين إلى طرح السلاح، واللجوء إلى التحاور والتفاوض، وكيف لا يكونون كذلك والقرآن الكريم قد دعا إلى السلم ونبذ الحرب. والحرب في عرف الإسلام لا تنشب إلا للضرورة التي تفرض على المسلم، حتى يرد اعتداءات الآخرين عليه أو حتى تتوقف الطائفة التي تبدأ الحرب على الأخرى، حين يتعلق الأمر بالمؤمنين، قال تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما وإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا إن الله يحب المقسطين)، الحجرات: 9. قلت لصاحبي: وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة التي وجه النبي صلى الله عليه وسلم أمة الإسلام فيها إلى السلم والابتعاد عن الحرب كثيرة، كقوله صلى الله عليه وسلم: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، رواه البخاري، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حمل علينا السلاح فليس منا" رواه البخاري، ومن صور الدعوة إلى السلم في الأدب الإسلامي مدح الرسول صلى الله عليه وسلم لاعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء داعية إلى السلام العالمي، والحرية والتعايش بين مختلف الأديان والأجناس "كلكم لآدم وآدم من تراب"، قال حسان بن ثابت يوم أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أداء العمرة هو والصحابة رضوان الله عليهم، طالبا من كفار قريش أن يفتحوا الطريق أمام الرسول صلى الله عليه وسلم ليعتمر فعلها أنه صلى الله عليه وسلم جاء مسالما غير محارب. فإما تعرضوا عنا اعتمرنا وكان الفتح وانكشف الغطاء والا فاصبروا لجلاء يوم يعين الله فيه من يشاء إنها دعوة صريحة من الشاعر المسلم لنبذ الحرب إلا إذا دعت الضرورة لذلك، فالمسلم ليس إنسان حرب كما تصوره الثقافات الأخرى. إن الإسلام الحقيقي هو ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم فهو الذي أنقذ العالم من الضياع والرعب، وخلصه من التقاتل والصراع ويقول نجيب الكيلاني في مدح النبي صلى الله عليه وسلم: فأنت دليل الهدى والتقى لعالمنا التائه الاسود وانت الإمام، وأنت السلام لكوكبنا الضائع المرعد ولم يفتر الشعراء في الدعوة الى السلم الحقيقي، وليس كما تدعيه أمم الغرب التي تحارب أمم الشرق الضعيف ونالت منه خيراتها، وحضارتها، وسلطت عليه كل أنواع الأسلحة الفتاكة. ويقول محمد العشماوي: لغة الحضارة أصبحت في عصرنا قصفا تموت على صداه لغات لغة تصوغ القاذفات حروفها وبعنفها تتحدث العربات فـأي حضارة وأي سلم يتحقق والشيوخ والعجزة والأطفال والعزل من أي سلاح صاروا أهدافا لسلاح جو الدول الغربية القوية؟! أين الحضارة أيها الغرب الذي جعل الحضارة جمرة ودخانا؟ وفي ذات الوقت يعلن للعالم أن المسلمين ليسوا من دعاة الحرب، ولكن الواقع العربي عامة والفلسطيني خاصة دفعهم إليها دفعا، فهم مكرهون في خوض غمارها. ولسنا من دعاة الحرب لكن رأينا القدس منا في اشتعال تشب على الأرامل واليتامى وتقتحم البيوت على العيال إن السلام حسب الواقع المعيش يبدو بعيد المنال، فالعالم يملأه الكذب والخيانة وروائح الحروب تفوح في كل مكان يقول نجيب الكيلاني: الحب قد هلك الصدق قد هلك فكيف تمرح الزهور؟ وكيف يولد السلام؟ فمظاهر الخوف الرعب يحياها تقتل السلام وتقضي على الوئام وقريتي تعاقر الآلام يرعشها العواد والظلام والبرودة وهمهمات الذعر في قلب الظلام الخوف يقتل السلام وهذا الشاعر حفيظ الدوسري قد آلمه طول المعارك والحروب بين الشعوب، فيتساءل عن زمن رحيل ذلك وحلول السلام محله: هل سيعيش العالم دوما كالطوفان بلا شطآن؟ أو سيعيش العالم دوما كالسرطان بلا بركان؟