11 سبتمبر 2025

تسجيل

تعاون قطر وبريطانيا في صياغة شكل جديد للتعليم

27 أبريل 2021

يعكف قطاع التعليم القطري على تبني التحول الرقمي بينما تتكيف المدارس مع وضع طبيعي جديد في غمرة الجائحة العالمية. وفقاً للبنك الدولي، تضرر أكثر من 1.7 مليار من التلاميذ في العالم بسبب أزمة كوفيد - 19. وعليه، فقد تحوّلت مؤسسات التعليم في قطر في السنة الدراسية الماضية إلى تكنولوجيا التعليم لتمكين الاستمرار في التعلم أثناء تفشي فيروس كورونا. وسرعان ما أصبحت منطقة الخليج بشكل عام سوقاً سريعة النمو لشركات تكنولوجيا التعليم، حيث أشار مقدمو هذه الخدمات العالميون إلى زيادة سنوية نسبتها 500 في المائة في عدد مشتركي المنصات من الشرق الأوسط خلال عام 2020، وفقاً لتقرير "تكنولوجيا التعليم – مقبِّلات أم طبق رئيسي؟" الصادر عن مؤسسة رِدستير (RedSeer) الاستشارية. وعلى الرغم من الجائحة العالمية، ظلّت جودة نظام التعليم في قطر عالية، وفقاً لمؤسسة ألبن كابيتال (Alpen Capital) للأبحاث. وفي عام 2020، رصدت قطر 10.5 في المائة من إجمالي ميزانيتها للتعليم – أي أعلى بشكل ملحوظ من نسبة 9.3 في المائة التي كانت مخصّصة في عام 2019. ووفقاً لما جاء في التقرير، فإن المخصصات المالية تدعم هدف الدولة في تعزيز قطاع التعليم من خلال تحسين مناهج الدورات الدراسية، ورفع مستوى كفاءة التعليم، وصقل الأداء العام لمنظومة التعليم. قفزة تكنولوجيا التعليم في قطر تعمل المدارس والجامعات القطرية مع شركاء عالميين للمساعدة في التمهيد للارتقاء بالنظام التعليمي إلى العصر الرقمي. ومن بين هؤلاء الشركاء المتعاونين بريطانيا، وهي موطن لأكبر تجمّع لتكنولوجيا التعليم في أوروبا، والمعروفة تاريخياً بقطاعها التعليمي الراسخ. يقول سيمون بيني، المفوض التجاري البريطاني لمنطقة الشرق الأوسط: "تولي قطر أهمية كبيرة للتعليم كجزء من استراتيجيتها الوطنية للتنويع. وكانت الشركات البريطانية أثناء الجائحة في الطليعة في مجال دعم المدارس المحلية خلال الجائحة لتقديم تعلّم هجين: عبر الإنترنت ووجها لوجه". إنّ أكثر من نصف أفضل 20 شركة أوروبية في مجال تكنولوجيا التعليم هي شركات من المملكة المتحدة، وفيها أكثر من 1000 شركة من شركات تكنولوجيا التعليم التي لديها خبرة في البنية التحتية، وربط الشبكات، والأجهزة، والبرمجيات، والمحتوى. أما قطاع تكنولوجيا التعليم في لندن فهو بحدّ ذاته الأكبر في أوروبا، حيث تقدر قيمته بنحو 3.4 مليار دولار. التعلم الهجين الذي يتمحور حول التكنولوجيا لم يتكشف بعد التأثير الكامل لجائحة كوفيد-19 على التعليم المحلي، ولكن من شبه المؤكد أن ينصبّ تركيز نماذج التعلم بصورة أكبر على التكنولوجيا على المدى الطويل نظراً لسرعة ما لمسته المدارس من فوائد لتكنولوجيا التعليم. وإذ من المرجح أن يظل التعلم وجها لوجه عنصراً تعليمياً أساسياً - نظراً لقدرته على توفير الدعم الفردي والعمل الجماعي ومزايا الرفاه – إلا أن الجائحة العالمية قد دفعت بالمدارس نحو اتباع نماذج هجينة تدمج التكنولوجيا الرقمية بشكل جذري بالتدريس المعتاد. يقول سيمون هاي، الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة فايرفلاي Firefly ومقرها المملكة المتحدة - وهي شركة تبتكر التكنولوجيا اللازمة لاستمرارية التعلم ومشاركة أولياء الأمور – بأن التعلم الهجين أخذ ينتشر بصورة أكبر في مدارس قطر التي يداوم طلابها داخل المدرسة جزءا من الأسبوع فقط للحفاظ على التباعد الاجتماعي، ولتقليل عدد طلاب الصف إلى الحدّ الأدنى. ترتبط شركة Firefly بشراكات مع أكثر من 850 مدرسة في مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك شراكاتها مع قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. وقد دعمت هذه الشركة مؤخرا كلية الدوحة Doha College في سعيها لتعزيز التواصل مع أولياء أمور التلاميذ. وقد تولّت نيكولا ميكل، نائبة مدير التدريس والتعلم في كلية الدوحة، تطبيق برنامج جديد استبدل التواصل بالرسائل الورقية والبريد الإلكتروني بنظام أحادي فردي خاص بمعلومات حول ولي الأمر والتلميذ والمعلم. وهي تقول: "بدون هذا البرنامج، ما كان باستطاعتنا أن نستجيب بنفس الطريقة لاحتياجات طلابنا وأولياء أمورهم ومعلميهم خلال هذه الجائحة". هذا النظام - القائم على منصة Firefly – يوفر لأولياء الأمور رؤية واضحة للحياة المدرسية، وما يحققه التلاميذ من تقدم في الدراسة. ولقد كان مفيداً بشكل خاص بالنسبة لطلاب المرحلة الثانوية، كما تقول السيدة مايكلي، وتضيف بأنه قد يصبح من الصعب على الآباء متابعة سيْر وتقدم أبنائهم الطلاب عندما ينتقلون إلى المرحلة الثانوية، حيث تقول: "إن وجود هذه المنصة يساعد أولياء الأمور على تتبع مسيرة أبنائهم، وبذلك يشعرون بأنهم يشاركون بصورة أكبر". وقد استقطبت كلية الدوحة شبكة من المعلمين من أوائل من تبنّوا هذا النظام، ومنسقي التعلم الإلكتروني لتشجيع الانتقال التدريجي إلى النظام الجديد من خلال التوجيه والتطوير المهني ومساعدة أولياء الأمور. وقالت السيدة ميكلي إن هذا النظام لعب "دوراً حيوياً" في دعم التعلم ومشاركة أولياء الأمور أثناء الجائحة. التعلم السريع شركة HME البريطانية، المعنية بالتصميم والتكنولوجيا والمعدات العلمية، تعمل بكامل طاقتها لإنشاء مختبراتها للذكاء الاصطناعي والطيران وعلم الروبوتات المصممة خصيصا للمدارس والجامعات في الشرق الأوسط، كما أنها تجري محادثات مع مؤسسات تعليمية في قطر بشأن مشاريع مستقبلية وشيكة. يقول سايمون وينسلي، مدير مبيعات التصدير وتطوير المنتجات في HME: "تشجع شركتنا تكامل أساليب التعلم المتطورة سريعا لاستخدامها في التعليم في المملكة المتحدة وفي منطقة الخليج. وعلى مدى سنوات عديدة، تكيفت الجامعات البريطانية مع استخدام منصة تعليمية مرنة للتعلم عبر الإنترنت وفي قاعات الدراسة. ونحن نعتقد أن التعليم الهجين الذي يشهد تطورا سريعا هو الطريق مستقبلا، وقد أظهر لنا أن علينا أن نكون مبتكرين ومرنين في كيفية تقديم تعليم التصميم والتكنولوجيا". وبدعم من الحكومة ورواد الأعمال، بالتنسيق مع شركات تكنولوجيا التعليم، تعتقد شركة HME أن الاستثمار في تطوير محتوى تعليمي هجين، جنباً إلى جنب مع التفاعل الأساسي للطلاب داخل المدرسة، يمكن أن يدعم بلورة نموذج تعليمي قابل للتطبيق في العديد من المواد الدراسية. ووفقاً لما يقوله سايمون بيني، أثبتت مؤسسات التعليم في قطر أنها "مبتكرة فيما تتبناه" من الحلول الرقمية في سباقها لتحصين نفسها ضد الصدمات الطارئة في خضم الجائحة العالمية. وقال: "هناك مجال واسع للتعاون مع الشركات البريطانية بينما تواصل قطر الاستثمار في تحسين وصقل نظامها التعليمي كجزء من أهدافها الطموحة في التنويع الاقتصادي". مديرة مكتب وزارة التجارة الدولية البريطانية في قطر