17 سبتمبر 2025
تسجيلقضى 16 سنة مديراً لإدارة المرور الجيل القادم سيتذكر ما قدمه الخرجي من إنجازات لصالح المجتمع دور كبير لا ينسى للرعيل الأول من الذين خدموا الحركة المرورية سابقاً كلمة حق وعرفان تكتب في حق اللواء " محمد بن سعد الخرجي " مدير الإدارة العامة للمرور والدوريات بوزارة الداخلية القطرية نظير ما قدم من خدمات جليلة لهذا الوطن خلال فترة عمله في العقود الماضية وبخاصة عمله الشاق والمتعب في إدارة المرور التي مكث فيها سنوات طويلة كمدير لإدارتها في الفترة ما بين (2004 - 2020) تكللت بالعمل الدؤوب والسير بنجاح مشهود وبارز نحو الارتقاء بالعمل المجتمعي عبر بوابة نشر التوعية المرورية للأفراد والجماعات ببرامج وحملات اعلامية موسعة يشهد لها القاصي والداني من أهل قطر والمقيمين كافة. وكنت أتابعه من خلال توجيهاته التوعوية عبر الإذاعة والتلفزيون وما ينشر في الصحافة أو حساب وزارة الداخلية بتويتر. حيث كان يتميز بالحماس للرد السريع على أي استفسار او سؤال يهم كل مواطن ومقيم خاصة فيما يتعلق بالحوادث المرورية والحملات الإرشادية او عبر التوضيح لـ " قانون المرور " الجديد الذي أخذ سنوات يتم تداوله عبر وسائل الاتصال المختلفة بين أخذ ورد.. كان حينها " الخرجي " متجاوبا مع تساؤلات الجميع لتوضيح القانون بصورته الحقيقية بعيدا عن أي غموض قد ينتاب بنوده أو لوائحه النصية. والأمر الآخر ان اللواء " الخرجي " لم يكن وفيا في عمله فقط بل كان متفهما لما يحدث من أزمات وكوارث بيئية حصلت في السنوات الماضية مثل السيول والامطار الغزيرة التي ملأت الشوارع والأحياء السكنية وتطلبت من رجال المرور والدوريات سرعة التواجد في الوقت المناسب حفاظا على الممتلكات والارواح وتنظيم السير وقت الطوارئ.. او من خلال الحوادث المأساوية للسيارات التي ذهب فيها المئات من شبابنا وهم في عمر الزهور. هذا بجانب ارتفاع معدلات الوفيات في الحوادث المرورية داخل المجتمع القطري لفترة من الزمن حيث عمل " الخرجي " على انحدار هذه النسبة الى اقل مما كانت عليه في السابق بشهادة الأرقام التي تؤكد صحة هذا الانخفاض السنوي.. يحدث ذلك بالرغم من انه كان أول من فقد أحد أولاده في حادث مروري (رحمه الله رحمة واسعة).. فقد كان صابرا محتسبا ومؤمنا بقضاء الله وقدره المكتوب، لأن الموت لا يعرف قريبا أو بعيدا ولا صغيرا او كبيرا. وما زلت أتذكر أيضا بعض المشاهد التي رأيتها بأم عيني و"الخرجي " يخوض غمار هذه الكوارث ويتصرف بذكاء شديد حيث كان يحضرها شخصيا باذلا جهده الملموس في مساعدة الجميع لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. والامثلة على تلك الجهود كثيرة والتي لا يمكن التحدث عنها في هذه العجالة. المرور في كتاباتي الصحفية ورغم كتاباتي لبعض المقالات الصحفية في فترة ماضية حول أداء المرور سواء كانت بايجابياتها أو بسلبياتها أحيانا وهي قليلة.. الا ان التجاوب مع ما ينشر عبر منبر زاويتي الاسبوعية " علامة استفهام؟ " بجريدة الشرق كان متفاعلا وينصب في خدمة الوطن والمواطن خاصة عبر التواصل المستمر والمثمر لمدير العلاقات العامة بوزارة الداخلية الأخ العميد عبدالله خليفة مفتاح وهو من خيرة من أنجبتهم وزارة الداخلية للتواصل مع المجتمع فقد كان وما زال يعمل دون كلل أو ملل.. ولابد من الإشارة هنا الى مشاريع التخرج لطلاب وطالبات قسم الاعلام بجامعة قطر (2001 - 2012) الذين أشرفت على تدريبهم - شخصيا - في إدارة العلاقات العامة بالوزارة بالتعاون مع الإدارة وكانت تنصب تلك المشاريع في خدمة المجتمع والاتساع في الثقافة المرورية قدر الامكان. فالشكر موصول دائما لكل قطري مخلص أدى عمله في إدارة المرور على أكمل وجه لكونه يمتاز بطبيعته المختلفة عن بقية إدارات وزارة الداخلية لما يعتريها من مشاق وتعاون جبار في نفس الوقت مع كافة قطاعات المجتمع خاصة اذا علمنا ان مبنى المرور يبقى مفتوحا منذ الصباح حتى ساعة متأخرة من الليل لاستقبال كافة شرائح المجتمع قبل وبعد التحول إلى التعامل الالكتروني. الرعيل الأول من مديري المرور وفي هذا المقام نتذكر كل من عمل في هذا المنصب الإداري المهم عبر " إدارة المرور " خلال العقود السبعة التي مضت.. ونشيد بكل فخر واعتزاز بأسماء لمعت في سماء الوطن الغالي منذ تأسيس المرور في خمسينيات القرن الماضي حتى اليوم 2020 م.. وذلك بعد ان تأسست أول نواة للشرطة وحماية الأمن العام في دولة قطر سنة 1949 م.. ومن رواد منصب " مدير المرور في قطر " نذكر (سنوات العمل تقريبية وجمعتها باجتهاد شخصي): • أحمد راشد يوسف الجهام الكواري (أول مدير قطري للمرور) واستمر حتى عام 1976 م وكانت وفاته عام 2013 م.. وكان السيد عيد البرديني بدرجة (مساعد مدير).. بينما كان أول مدير أجنبي للمرور هو مستر أليس ( ALICE ) في عهد الزعيم محمد بن عبدالله بن عبدالله العطية – رحمه الله – الذي شغل منصب " قائد الشرطة " في تلك الفترة وكانت وفاته عام 1997 م. • حمد صمعان آل فهيد الهاجري (1976 - 1981). • أحمد محمد حسين صالح السادة (1981 - 1983). • محمد عبدالعزيز الخاطر (منذ 1983 م لمدة سبع سنوات تقريبا). • غانم علي غانم الكشاشي المهندي (نائب مدير المرور منذ 1983 م حتى عام 1988 وأصبح مدير المرور بالإنابة منذ 1988 حتى عام 1990 وقد شغل في فترة سابقة منصب مدير العلاقات العامة بقيادة الشرطة). • محمد يوسف المانع (كان نائب مدير للمرور عام 1989 ثم أصبح مديرا للمرور منذ عام 1990 - 1998). • سالم علي العلاق النعيمي (1998 - 2001). • محمد أحمد الحسن المهندي (2001 - 2002). • ناصر فهد جاسم آل ثاني (2002 - 2003). • سريع راشد سريع الكعبي (2003 - 2004). • محمد سعد الخرجي (2004 - 2020). • محمد عبدالله الشهواني (منذ عام 2020).. وهو من الكفاءات القطرية الواعدة التي صدر القرار الرسمي بتعيينها في أبريل 2020 م. كلمة أخيرة " محمد بن سعد الخرجي " أنموذج للمواطن القطري الذي عمل بجد واجتهاد بعيدا عن حب الأضواء.. وكان حاضرا متى استدعى الأمر وقت الشدة والرخاء معا.. كفيت ووفيت يا " أبو سعد " وما من شك ان وجودك كخبير ومستشار بوزارة الداخلية سيكون مثمرا لأنك من القادة القطريين القلائل الذين سنظل نفخر بهم ويفخر بهم الوطن لسنوات مديدة. [email protected]