18 سبتمبر 2025

تسجيل

المسرح العربي بين الطموح والتحديات.. أيام الشارقة نموذجا (3)

27 أبريل 2016

2- مسرحية ليله: من تأليف وإخراج علي جمال.. المسرح في الشارقة، ولادة جيل بعد جيل يسلم القيادة للآخر. كان الرعيل الأول قد حمل الراية سنوات وسنوات. وما زال البعض يواصل العطاء والبعض قد توقف مثل المعلم عبد الله المناعي. أو ابتعد قليلًا مثل الصديق جمال مطر. أو لم يشارك في هذه الدورة مثل الصديق عمر غباش أو اهتم بالدراما التلفزيونية على حساب حبه، الأكبر المسرح مثل إسماعيل عبد الله. فإن حلقات الإبداع لا تنقطع.. جيل يسلم لمن يليه الراية في ظل دعم يؤكد أهمية المسرح. نعم في هذه الدورة تفاوتت العروض مقارنة بالسنوات الماضية. والإضاءات أقل من المأمول. ويمكن إدراج الناتج في لعبة (الممثل – سيد الخشبة) هذا العمل من مسرح خور فكان ومع أن المخرج المؤلف قد أغرق المسرح وأكثر من مدة بالدخان إلا أن المباراة في حقيقة الأمر بين النجمة "بدور" والقدير مرعي الحليان مباراة في الأداء. وسط الدخان، هناك رسام يتأمل لوحه رسمها، نكتشف لاحقًا أنها لفتاة أحلامه!! (ميساء) يناجي الصورة. وتتوالى اندفاع الدخان وصوت الانفجارات وتظهر وسط القمة الفتاة.. هنا يطرح عليها تساؤلا لما أتت وسط هذا الدمار؟ – المكان هنا مجهول – وإن كان الحرب قد شمر عن ساعد الجد، والدمار يحف بالإنسان. السؤال المهم لماذا أتت؟ وكيف وصلت؟ وأين موقع هذا الدمار؟ في سوريا، العراق، ليبيا، اليمن، الصومال، لا أحد يدري فالحدود.. كل الحدود مغلف بهالات الدمار؟ ثم لماذا أتت في جنح الظلام؟ أسئلة تطرح بلا إجابة ولكن هنا تجسيد لمعنى الحرب وكيف أنها تقطع أواصر الحب أن ميساء ونواس.. كلاهما يعشق الاخر، كلاهما يخاف على الآخر. ولكن السؤال اللغز لماذا هرب منها؟ ومع أن فرحتها تزداد عندما تكتشف أن الصورة تمثلها هي الحبيبة. ترقص فرحًا. وأنها أتت لأن هناك موعدا فيما بينهما. ثم تكتشف أن الحبيب يلبس طقمًا عسكريًا لماذا؟ نعم كان فيما مضى عسكريًا ولكنه قد تقاعد؟ هنا إشكالية في النص.. وفي البناء الدرامي. أن الحب أكبر من ويلات الحرب. وكان من المفترض أن يخبر حبيبته بالأمر لا أن يهرب منها!! نعم من حق الفتاة أن تلعن الحرب لأنها تدمر حياة الإنسان. كل هذا الحوار بين (ميساء ونواس) والقذائف تتهاوى حول رؤوسهم. وأمام اشتداد النقاش تحاول ميساء أن تلقى بنفسها في البحر. هنا لايجد الحبيب بدًا من الرضوخ لها.. والبقاء معها. لا أدري. أخذنا الأحداث إلى مقاطع عدة. كان السؤال لماذا كل هذه الموتيفات وخلق مواقف مع أن العمل كلما كان بسيطًا كان عميقًا. أنا لا أتحدث عن التمثيل عبر النجمين المتميزين ولكن عن النص الذي يأخذ منحى كوميديا أقرب إلى الفارس. الزواج والشهود الأسماك وهل يكون (الصافي أو الهامور) كوميديا لفظ ساذجة. وكيف أطاع مرعي الحليان بتجربته الثريه أن ينجرف خلف هذه المواقف الكوميدية؟ أما النهاية السوداوية فحدث ولا حرج بعد الانفجار في النفق ويذهب كلاهما إلى عالم الخلود.