24 نوفمبر 2025
تسجيلمن أسباب السعادة أن يكون لدينا عيناً ترى الأجمل، وقلباً يغفر الأسوأ، وعقلاً يفكر بالأفضل، وروحاً يملؤها الأمل، فكثير منا يتضايق ويغضب لمجرد أنه لم ينجح في عملٍ معين أو مهمة تخصه، ضارباً بالصبر والثقة بالنفس وتكرار المحاولة عُرض الحائط، فيحكى أن ملكاً كان يحكم دولةً واسعةً، فأراد يوماً القيام برحلة برية طويلة، وخلال عودته، وجد أن أقدامه قد تورمت بسبب المشي في الطرق الوعرة، فأصدر مرسوماً يقضي بتغطية كل شوارع مدينته بالجلد، ولكن أحد مستشاريه أشار عليه برأيٍ أفضل، وهو عمل قطعة جلدٍ صغيرة فقط تحت قدمي الملك، فكانت هذه بداية نعل الأحذية، والعبرة هنا إذا أردت أن تعيش سعيداً، فلا تحاول تغيير كل العالم، بل أعمل على التغيير في نفسك أولاً، ومن ثم حاول تغيير العالم بأسره. وفي ذات السياق قرأتُ موضوعاً قصيراً قال فيه شارلي شابلن طُرفةً أمام الجمهور، فضحك الجميع، وأعادها للمرة الثانية، فضحك البعض، وحين أعادها للمرة الثالثة، لم يضحك أحد، بعدها قال عبارات جميلة، اقتطفتُ منها: إذا لم تستطع أن تضحك وتضحك لنفس الطُرفة، فلماذا تبكي وتبكي لنفس الهم؟ لذلك استمتع بكل لحظة في حياتك، لقد ترك شابلن بعض العبارت التي تلامس القلب، فقال: لا يوجد شيءٌ دائم في هذه الحياة ولا حزنٌ دائم ولا سرورُ، وهنا تحضرني قصة لأحد الوزراء الهنود حين سأل حكيماً لينقش عبارة على خاتم له، تجعله حزيناً إن كان فرحاً، وتجعله في نفس الوقت فرحاً إذا كان حزيناً فكتب له: (هذا الوقت سوف يمضي)وصدق الحكيم، فإن أوقات الآلام ما تلبث أن تمضي، وساعات المحن عن قريب تنقضي، والحزن عما قليل يصبح سعادة، وتحضرني أيضاً قصة الشاب الذي جاء إلى حكيم فقال له: إن في نفسي ذئبان يتصارعان، أحدهما يدعوني إلى الخير، والثاني يدعوني إلى الشر، فقال الحكيم: سينتصر الذي تطعمه، فالضوء في آخر النفق موجود، ولكننا ربما نكون نحن في بداية النفق، فلا داعِ لأن نستعجل الأمور.إذن لنتعلم الصبر والحلم عند الغضب والثقة بالنفس، والصمت حين تواجهنا المصائب، والتفكير في الأشياء قبل اتخاذ القرار، ولنمشِ تحت المطر لكي لا يرى أحد دموعنا، ولنبتسم للحياة حتى نعيشها سعيدة، فأكثر يوم نضيعه في هذه الحياة، هو اليوم الذي لا نبتسم فيه، فمن لديه أهداف واضحة، يحقق الكثير وفي وقتٍ أقصر من الذي ليس لديه أي أهداف، وليس مهماً مدى السرعة في التقدم ما دمنا لا نتوقف، فقد يكون على سبيل المثال عندما نبحث عن إبرة في كومة من القش تظل المهمة صعبة، ولكن عندما نقوم بحرق القش، ستبقى الأبرة واضحة أمام أعيننا، فلنفكر قليلاً وستختلف مفاهيمنا، حيث يمكن للإنسان أن يغير حياته اذا استطاع تغيير اتجاهات عقله وتفكيره، ولتثق بقدراتك فالطير على الشجرة لا يخاف أن ينكسر عليه الغصن، لأنه لا يثق بالغصن وإنما يثق بأجنحته، ولنستفيد من العقبات فإنها تزيد من مهاراتنا، وإذا لم نستطع أن نفعل أشياء عظيمة لنفعل أشياء صغيرة بطرق عظيمة.أخيراً علاقتنا مع الناس تدوم وتستمر بالتغاضي والتغافل عن الصغائر وهفوات الآخرين، وتزداد انسجاماً بالتراضي، لكنها تمرض بالتدقيق، وتموت وتنتهي بالتحقيق، وبالابتسامة نتجاوز الحزن، وبالصبر نتجاوز الهموم، وبالصمت نتجاوز الحماقات، وبالكلمة الطيبة نتجاوز الكراهية.