18 سبتمبر 2025

تسجيل

المراوغ اليمني

27 أبريل 2015

مرة أخرى إضافة الى مرات عديدة سابقة من المراوغات السياسية، يستكين علي صالح ويدعو الحوثيين وأتباعه الى وقف القتال والقبول بقرارات مجلس الأمن، بعد أن شعر أن موازين القوى بدأت تختل، وأن ما كان يطمح إليه ويخطط له بدعم داخلي وآخر عربي وإقليمي خارجي، قد تحول الى غاية صعبة، فكان لابد من المراوغة مرة أخرى.صاحبه ورفيق دربه، الرئيس الحالي عبد ربه هادي كشفه، وهو أكثر العارفين به وبطريقة تفكيره، حين قال: "ﺇن ﺍلاﻋﻼﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻓﺼﺢ ﻋﻨﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻤﺨﻠﻮﻉ ﻋﻠﻲ ﺻﺎﻟﺢ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺮﺍﻭﻏﺔ ﺇﻋﻼﻣﻴﺔ، ﺍﻟﻬﺪﻑ ﻣﻨﻬﺎ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﻣﻨﺎﻭﺭة ﻟﻌﻜﺲ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ، ﻭﺍﻟﺨﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺳﺠﻠﻬﺎ، ﻭﻳﻈﻬﺮ ﺃﻣﺎﻡ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺃﻧﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺻﺪﺭﺕ ﺑﺤﻘﻪ.." ويضيف هادي: "إن صالح ﻋﻬﺪﺕ ﻋﻨﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﺍﻭﻏﺔ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﻧﻜﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﺨﻠﻴﺠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﺎ، ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﻋﻘﺪ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎً ﻣﻊ ﻣﻴﻠﻴﺸﻴﺎ ﺍﻟﺤﻮﺛﻲ".ها هو إذن هادي يصف للعالم من هو علي صالح.. وهو ها هنا كما لو أنه يستحضر المعنى الدقيق الذي جاء في الآية الكريمة "وشهد شاهد من أهلها"، والتي تفيد للتأكيد على صدق مقولة الشاهد، وها هنا الرئيس هادي هو هذا الشاهد، ولا أظن أحداً يشكك في مصداقية كلامه باعتبار ما كان بينه وبين صالح قديماً.ليس يهمنا الآن ما قال صالح لأنه كان متوقعاً ذلك، كما قال بذلك كثيرون من المراقبين للشأن اليمني، إذ المهم هو ألا تنطلي مراوغته وخداعه هذه المرة على قادة عاصفة الحزم، فإنما هي مراوغة واضحة لكسب الوقت من أجل فك الضغط على الحوثي وإيران من ناحية، والظهور أمام العالم أنه يلتزم بالقرارات الدولية من أجل تجنب تجديد العقوبات عليه وعلى ابنه، وربما خفايا أخرى لا نعلم عنها اليوم، لكن الزمن كفيل بكشفها بعد حين من الدهر ، طال أم قصر. هذا هو صالح يناور، فهل تنجح مناورته هذه المرة مثل كل المرات، أم أن البيئة المحيطة قد استوعبت دروس الماضي وسئمت من مناوراته وحان وقت الحساب؟ سننتظر ونرى.. وحتى ذلك الحين، ندعوا الله بنهاية سعيدةٍ، ليمن كان سعيداً.