18 سبتمبر 2025

تسجيل

الشعب يريد إسقاط العلم

27 أبريل 2011

بالأمس بثت قناة الجزيرة الفضائية رسالة من القاهرة تحدثت عن احتفال المصريين بـ"شم النسيم" واحتوت الرسالة على مشهد كان يجب أن يكون رسالة مستقلة عن خلطها بشم النسيم، لأن مثل هذا المشهد يتناقض ويتنافى مع ما يريده الشعب المصري الثائر، بينما هو يحتفل بشم النسيم فإذا به يشم رائحة كريهة وعفنة وقذرة ونتنة تنبعث من أركان السفارة الصهيونية في القاهرة ومما زاد قذارة وعفن الرائحة التي أفسدت النسيم ذلك العلم الصهيوني المرفوع فوق عمارة شاهقة بالقاهرة عندما شاهدناه مرتفعاً ويرفرف فوق قاهرة المعز وكان المشهد استفزازياً لكل مشاعر العرب من المحيط إلى الخليج ولا أشك أنه كان استفزازياً لكل مصري. المشهد الذي بثته قناة الجزيرة عن العلم الصهيوني كان يجب أن يكون رسالة خاصة بل ومهمة جداً لأنها أظهرت أن الشعب المصري يرفض وجود سفارة للعدو الصهيوني بالقاهرة ويرفض أن يرى علم هذا العدو يرفرف بسماء القاهرة وهذا ما شاهدناه من خلال التجمع الجماهيري أمام سفارة العدو ويطالب بطرد السفير وإغلاق هذه السفارة وهذا المطلب هو مطلب أكثرية المصريين وهذا ما أكده بالأمس أيضا معهد أمريكي عندما ذكر أن 62% من المصريين يطالبون بإلغاء معاهدة كامب - ديفيد. إن طرد السفير الصهيوني وإغلاق السفارة الصهيونية وإسقاط العلم الصهيوني من فوق القاهرة من أهم المطالب الشعبية المصرية بل إنه من أهم محركات الثورة المصرية إن لم يكن هو الدافع الرئيسي والأساسي لأن وجود هذه السفارة كان من أهم أسباب غياب "الكرامة" عن المواطن المصري ومن أهم معوقات التقدم والتطور والرخاء المصري خاصة إذا علمنا أن الاتفاقات الاقتصادية التي عقدها النظام المصري السابق مع العدو كانت تخريباً لاقتصاد مصر واستنزافاً لثرواته والسماد الصهيوني الذي أحرق المزروعات كالبطاطس وغيرها خير شاهد على ذلك وبيع الغاز المصري بأسعار زهيدة للعدو كان استنزافاً لثروة الشعب المصري وغيرها من الأمثال التي لا يمكن حصرها هنا يضاف إلى ذلك التهديد الصهيوني للأمن القومي المصري المستمر والمتواصل سواء من خلال الجواسيس الذين تم اكتشافهم أو من خلال التهديدات التي سمعناها من الصهاينة ومن أبرزهم وزير خارجية العدو الحالي أفيجدور الذي هدد بنسف السد العالي، يضاف إلى ذلك حجم المؤامرات على أمن مصر المائي مع الدول الإفريقية التي تتحكم بمنابع النيل. إن الثورة المصرية جاءت من أجل تحقيق العدالة للشعب المصري ومن أجل حريته واستقلاله بقراره الوطني والقومي ومن أجل كرامة هذا الشعب العظيم وهذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق إلا بإلغاء معاهدة كامب – ديفيد المشؤومة التي قزَّمت مصر وسرقت منها دور القيادة والريادة العربية، لهذا فإن طرد السفير الصهيوني وإغلاق السفارة الصهيونية وإسقاط العلم الصهيوني من فوق القاهرة تصبح من أهم مطالب شعب الثورة لأن هذه المعاهدة المشؤومة ووجود السفارة الصهيونية في القاهرة أهدر كرامة المواطن المصري وأهدر فرص التقدم والرخاء للشعب المصري لأن الشعب العربي المصري خاض أربع حروب مع هذا العدو وقدم آلاف الشهداء ولا يزال يعتبره العدو الأول لأمنه الوطني والقومي وهذه حقيقة راسخة لأن العدو لا يمكن أن يصبح صديقاً لأنه ليس من نسيج هذه الأمة فهو كيان غاصب مزروع في الوطن العربي والجسم العربي يرفض هذا الجسم السرطاني الغريب مهما حاول بعض الحكام العرب توقيع اتفاقيات استسلام معه سواء معاهدة كامب – ديفيد أو معاهدة وادي عربة بينه وبين الأردن أو اتفاقية أوسلو. لهذا كله ومن أجل أن تحقق الثورة المصرية أهدافها النبيلة نأمل أن نشاهد شعب مصر العظيم أمام السفارة الصهيونية غداً وهو يطالب ويهتف "الشعب يريد إسقاط العلم".. و "الشعب يريد إلغاء كامب – ديفيد"، و "الشعب يريد طرد السفير"، "والشعب يريد إغلاق السفارة"، و "الشعب يريد تنظيف مصر". ونطالب قناة الجزيرة الفضائية أن تنقل هذا الحدث المرتقب الذي نتوقعه في كل يوم برسائل خاصة لا أن تلصقه في رسالة "شم النسيم" أو شم الورود.. ونريد منها أيضا أن تسمعنا أصوات المطالبين والهاتفين والقائلين "الشعب يريد إسقاط العلم".