17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تم مؤخرا تداول صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لمشجعين من الزمن الجميل يرتدون بذلا وربطات عنق ويجلسون بكل رقي في المدرجات يتابعون المباراة. الكل تحسر على هذه الصورة وتأسف على الحال الذي أصبحت عليه الجماهير الكروية في المغرب. حيث تخلى المشجعون عن البذل وفضلوا احيانا دخول الملعب بالسروال أو الشورت فقط مستعرضين عضلات صدورهم العارية. كل هذا كان يمكن التجاوز عنه لو ظل مشجعو الأندية أو الألتراس محافظين على الصورة الجميلة التي كانوا يرسمونها في المدرجات، حين كانوا يعوضون المشاهد عن هزالة الأداء فوق المستطيل الأخضر من خلال التيفوهات الرائعة والشعارات الجميلة والأغاني الاحترافية. لكن الألتراس في شمال إفريقيا بالذات حادت عن طريقها، وبدأت تلعب دورا أكبر من حجمها داخل حرم الملعب الذي تعتبره منطقتها المقدسة التي تسمح لها حتى بالخروج عن القانون. لست هنا بصدد شيطنة الألتراس، ولكني كنت دائما وأبدا أندد بإدخال السياسة في الرياضة، فيبدو أن هذه الفصائل بدأت تستشعر قوتها ولم تعد تكتف بتشجيع الفريق، بل رأت انه من حقها ايضا التدخل في سياسة النادي ولما لا حتى سياسة البلد، ولعل مصر اكبر مثال على ذلك. شخصيا لم أعد أحسب عدد المقالات التي كتبتها عن الشغب الذي بدأ يستشري في الملاعب المغربية، والذي لم يعد ظاهرة كما يحب ان يصفه البعض، بل اصبح واقعا متجذرا لم تنفع معه لا المقاربة الأمنية ولا التوعوية ولا حتى شبح الموت الذي بدأ يحصد أرواح الشباب المغربي في الملاعب. الاستثناء المغربي، تلك الاسطوانة المشروخة التي لم يتوقفوا عن ترديدها على مسامعنا منذ اندلاع الربيع العربي، يبدو انه اخيرا سيتحقق. ففي الوقت الذي تفقد فيه بعض الدول العربية أطفالها وشبابها بسبب الحروب والإرهاب، أنعم الله على المغرب بالاستقرار وحماه من الفتن، لكن يبدو أن المملكة مصممة على فقدان شبابها بطريقة مبتكرة وهي الشغب، وهذا هو حقا الاستثناء المغربي. أظن أنه حان الوقت لنكف عن التنظير حول هذا السرطان الذي بدأ ينهش نسيجنا الاجتماعي والرياضي، وأن نوجد الحلول على المستويين القريب والبعيد. مبدئيا، يجب تطبيق قانون 0909 القاضي بمنع دخول القاصرين بمفردهم الى الملاعب وذلك بشكل فوري حتى نوقف النزيف. بعدها يجب أن نجيب على السؤال المهم: ماذا نريد من الرياضة في المغرب؟ هل نريد الإنجازات أو محاربة السمنة أو مجرد التواجد على الساحة الرياضية الدولية، أم ماذا بالضبط؟ ثم سننتقل إلى إجراء دراسات وأبحاث معمقة حول المجتمع المغربي. يجب إشراك الجميع في هذه الدراسات إن كان على مستوى الجامعات أو مراكز الأبحاث المتخصصة في الشأن الرياضي، حتى نتمكن من فهم سيكولوجية المواطن المغربي أولا والمشجع الرياضي ثانيا. هكذا سنتمكن من وضع الآليات الكفيلة بمكافحة الشغب والعودة الى صورة الزمن الجميل.