13 سبتمبر 2025

تسجيل

قول للزمان.. ارجع يا زمان

27 مارس 2016

كثيرة هي البرامج التي تزدحم بها الفضائيات بمختلف توجهاتها وأنواعها، ورغم المبالغ الكبيرة التي تصرف على هذه الأعمال من برامج أو مسلسلات أو تترات فإنها لا تحمل جمال ما كان يقدم في الماضي رغم صعوبة إنتاج الأعمال التلفزيونية تلك الأيام، حيث قلة الإمكانات ماديا وتقنيا. إلا أن هناك كفاءات كانت تعمل بحب وبروح وتعشق العمل الإعلامي وتتذوق كل تفاصيله، ما يثبت لنا أن المادة طغت اليوم على حب العمل وأن التقدم التقني والتكنولوجي عود الناس على عدم البحث والاطلاع حيث كل شيء يتوفر بكبسة زر كما يقولون، ما يجعل العمل خاليا من الإحساس والدفء لأنه فيما مضى كان كل المشاركين في العمل يصبون عصارة تفكيرهم وإحساسهم لينتجوا هذا العمل بأجمل صوره، فيصل للناس ويستقر في أذهانهم ولا يُنسى. وعلى تلفزيون قطر أتذكر كثيرا بعض البرامج والأعمال التي تعودنا على مشاهدتها وحفظناها وقضينا معها أجمل أوقاتناـ سواء أكانت هذه البرامج مستوردة مترجمة أم من الأعمال المحلية، فإن الانتقاء والاختيار أيضًا لعب دورا مهما في النهوض بالإعلام المحلي. ومن هذه البرامج التي يشدنا الحنين لها مرة أخرى برنامج المسابقات الترفيهي الياباني "الحصن" أو "قلعة تاشيكي"، حيث كنا نجتمع كل يوم جمعة صغارا وكبارا حول الشاشة لنتابع هذا البرنامج غارقين في الضحك، وهو واحد من أكثر البرامج جنونا وروعة. تم بثه في اليابان وأثبت نجاحه وسرعان ما انتشر في البلدان العربية وحقق نسبة كبيرة من المتابعين. والحديث عن هذا البرنامج لا ينتهي ولكن أستغل المساحة لذكر بقية الذكريات الجميلة على تلفزيون قطر، منها "غدًا نقدم" هذه الفترة الجميلة التي كانت تجعلنا ننتظر برامج الغد بشوق ولهفة من خلال عرض تتر مميز يجمع بين مختلف اللقطات من البرامج والمسلسلات. وعلى ذكر المسلسلات فمسلسل "فايز التوش" في جزئه الأول وحتى الأخير يبقى المحطة الأجمل على الساحة الفنية. أما في مجال الطفل فكان التلفزيون لا يبخل بإمكاناته وأشخاصه ليقدم ما يليق بالطفل في أجمل صوره، فقدم مغامرات سعدون وزهرة الجبل وبقية الأعمال المختارة بعناية من برامج تعليمية كالمناهل وغيرها، وتبقى برامج المناسبات - كليلة العيد التي عودنا عليها المذيع المميز جاسم عبد العزيز في احتفالية جميلة كل عام ومسرحيات الأطفال المحلية التي كانت تعرض على الخشبة وتبث في الأعياد هي والكثير الكثير من الأعمال التي لا مجال لذكرها - سبب حنين قلوبنا للزمن الجميل الذي ننادي عليه ونقول "ارجع يا زمان"، بعد أن طغت على الفضائيات العربية برامج غريبة، خالية من الهدف والمضمون.