13 سبتمبر 2025
تسجيلالموت حق ، وهو نهاية كل انسان في هذا الوجود على اختلاف الاجناس والالوان والاديان والمعتقدات . قال تعالى : ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ الرحمن : 26 - 27 . ورجال قطر الاوائل والرواد الذين خدموا هذه الارض بكل امانة واخلاص وشرف يستحقون منا ومن هذا الوطن كل جميل ورد بعض الدين لهم لما قدموه من خدمات جليلة يجب تخليدها في ذاكرة هذه الارض ، وخاصة من اهل قطر الذين عملوا في " شركة النفط " عندما تحول اكثرهم من حياة البحث عن اللؤلؤ ومجتمع الغوص الى " حياة التنقيب عن النفط " وهي مرحلة مهمة من مراحل التركيبة الاجتماعية والثقافية الجديدة التي اقتحمها هؤلاء بكافة تحدياتها وصعوباتها رغم اختلاف طبيعة العمل . وبالامس غادرنا الى الدار الاخرة احد رجالات قطر الاعزاء على نفوسنا جميعا ، انه الوجيه الكريم غانم بن حسن بن محمد البنغيث الكواري ، عليه رحمة الله الذي عاش على وجه التقريب في الفترة ما بين (1943 - 2016) ، وهو من مواليد قرية (الغشامية) احدى قرى قطر الشمالية ، كما عاش في بلدة (الغارية) التي تقع على الساحل الشرقي الشمالي لشبه جزيرة قطر ، وعاش كذلك في صغره بقرية (عذبة) بشمال قطر مع ابناء عمومته ، ثم الدوحة بعد ذلك . ووالده يعد من أعلام الغوص على اللؤلؤ في شمال قطر وكانت وفاته في منتصف الاربعينيات من القرن الماضي تقريبا والذي عاصر حياة شاعر قطر الراحل محمد بن جاسم بن محمد بن عبد الوهاب الفيحاني (1907 - 1939) أبرز فحول الشعر النبطي في قطر والجزيرة العربية ، وقد ذكره الشاعر الفيحاني في إحدى قصائده ، عليهم رحمة الله جميعا .يقول الشاعر محمد بن عبدالوهاب الفيحاني في صديقه حسن بن محمد البنغيث الكواري (والد الفقيد) مفتخرا ومعتزا به لكونه احد الاصدقاء المقربين منه ومن كان يستند عليهم في الصعاب والشدائد ، وهي قصيدة في فن الموال الشعبي ، وكتبت في اواخر ثلاثينيات القرن الماضي كما يعتقد :نفسي بكفي وموس الحب براسي حسنوالغي لو زان يدمر كل زين وحســـــــنحتى الليالي علي بجورهن انحســـــــــنويلاه من حسرتي من شوف شق العصاومتابع اللي لطوعي بالعنادة عصــــــــــامشكاي للي عليه آقوم مثل العصـــــــــــاأعني سنادي وذخري ( بن محمد حسن )والوجيه الراحل غانم بن حسن الكواري : يعد أحد وجهاء (أسرة البوكوارة) المعروفين ، وقد قطن في منطقة (أم غويلينه) من احياء الدوحة العاصمة منذ فترة الستينيات وظل فيها حتى انتقل الى (منطقة ازغوى) بمحاذاة (منطقة الخريطيات) قبل اكثر من (22) سنة ويعتقد في عام (1994) ، وكانت وفاته مساء الاحد الماضي 20 مارس 2016 م في احد مستشفيات مدينة (لندن) عاصمة بريطانيا بعد معاناة مع المرض الذي استمر معه عدة اشهر ، ونقل جثمانه الى الدوحة حيث دفن في مقبرة مسيمير بابو هامور يوم الثلاثاء 22 مارس 2016 م ، رحمه الله رحمة واسعة .والفقيد يعد من الشخصيات التي عرفت بكرمها الحاتمي واقامتها للولائم بشكل مستمر ، كما عرف ايضا بدماثة خلقه ، وبطيبته ، واخلاقه الرفيعة ، وقوة العزيمة ، ورباطة الجأش ، وكان مجلسه مفتوحا للجميع طوال العام لاستقبال الاقارب والاصدقاء والجيران والوجهاء من اهالي قبيلته وقبائل قطر الاخرى . وعرف عنه كذلك مساعدته للفقراء وعطفه على المحتاجين منهم ، وقد عرف بالعديد من الصفات العربية الأصيلة كالكرم والشهامة والجود والمروءة . وكان حتى قبل مرضه الاخير محافظا على تأدية جميع الصلوات والفروض في المسجد دون انقطاع . أما عمله فقد اشتغل الفقيد في شركة النفط وبالذات في مدينتي(مسيعيد ودخان) منذ فترة مبكرة من عمره ، وكان من الموظفين الماهرين والمخلصين في العمل ، حيث عرف بالتزامه في الدوام والتفاني والانضباط في اداء وظيفته ، وذلك منذ خمسينيات القرن الماضي وحتى تقاعده عن العمل حوالي سنة 1993 م حيث تم تكريمه من قبل شركة قطر للبترول في ذلك العام بعد ان امضى في خدمة قطر للبترول لمدة تقارب الـ (37) سنة ، اذ يرجح انه التحق بالعمل في شركة النفط حوالي سنة 1956 م في وظيفت (متدرب) ثم (مساعد متدرب) ثم (فورمن) ثم (مسئول في الشركة) . وللفقيد عدد من الأبناء هم : حسن وعيسى وناصر وسعد وعبدالله ومحمد . وله ايضا عدد من البنات ، والشقيقات. بجانب أخ واحد من جهة الأم هو السيد علي بن عبدالله بو عيسى الجهام الكواري . وفي الختام نشير الى :ان الفقيد يستحق وسام الشهامة والرجولة والمحبة من قبل جميع من عاصره ، حيث له منزلة خاصة بين الناس وجميع اهل قطر الكرام الذين احبوه وأحبهم طوال ايام فترة حياته التي امتدت الى ما بعد سن السبعين سنة من العمر ، حيث كان فيها الوجيه غانم الكواري محبوبا ، وعطوفا على الجميع ، صغارا وكبارا ، كما كان قليل الكلام ، لا يتحدث الا بالصدق ومتى لزم ذلك ، وكان يدافع عن كلمة الحق في شتى الظروف ، وكان ايضا – رحمه الله – كثيرا ما يوصي ابناءه واحفاده ومن يتردد عليه بالتمسك بالهوية واحياء التراث وعادات الاباء والأجداد وابرازها في كافة المناسبات) ، ومن ذلك " الاهتمام بالسنع (مثل سنع وسلوم قطر ، وهي وصيته الاهم في حياته ، حيث كان يرددها ويؤكدها علينا باستمرار في جلساته واحاديثه الجانبية معنا . : كلمة أخيرة ** نسأل الله العفو والمغفرة للفقيد الوالد غانم بن حسن الكواري ، و" عسى مثواك الجنة يا أبو حسن " ، وأسكنك فسيح جناته ، وألهمنا جميعا الصبر والسلوان .