14 أكتوبر 2025
تسجيلإن أردت مؤسسة فاعلة أو شركة منتجة أو دولة قوية راسخة الجذور والبنيان، فلا بد أن عنصر الولاء يأتي على رأس قائمة أولويات أولي الأمر، سواء كانوا مدراء أو رؤساء أو قادة أو غيرهم من أصحاب القرار. هذا أمر لابد أن يؤخذ بكل جدية لأن ما سيأتي بعد تحقق الولاء، هو المبتغى والمرتجى. لا يمكنك أبداً أن تبني مؤسسة أو شركة أو أي كيان به بشر يجتمعون لتحقيق أهداف أو خطط تبتغيها وترجوها، دون أن يكون البنيان معتمداً على أساس قوي متين. وأهم عناصر ذاك الأساس هو الولاء الذي عادة يتكون في أعماق النفوس. ومع أهمية وضرورة معرفة هذا العامل الحاسم في أي تجمع بشري بأشكاله المختلفة، تجاري كان أم دعوي أم وطني أم غيره، فإن العبرة ليست بمعرفة هذا العامل فحسب، بل في كيفية إنتاج أو صنع هذا العامل المهم والحاسم. سواء كنت مديراً أم رئيساً أم قائداً، لابد أن تدرك بأن الولاء صناعته سهلة يسيرة على من سهل ويسر الله عليه ذلك.. السهولة ها هنا تكمن في عنصر المحبة أو تأليف القلوب. هذا العنصر هو الجالب أو الجاذب أو المكون الأساسي للولاء، وليس بالمال أو أي من متاع الدنيا الزائلة. حين تجمع القلوب حولك وتحبهم كحبك لنفسك أو أشد، وتعاملهم معاملة الإنسان لنفسه، من التقدير والوقار والاحترام، فلا بد أن نتائج كل تلك المعاملات ستكون إيجابية وبالغة الأثر في النفوس قبل العقول والألباب، والنتيجة الطبيعية لكل تلك التعاملات هي الولاء.. ستجد من معك ممن حظوا برقة معاملتك لهم ولطفك بهم وحبك لهم واحترامك وتقديرك، ستجد عامل الولاء عندهم لك ولمؤسستك أو شركتك أو وطنك كبيراً، لا يضاهيه شيء، وبالطبع من بعد أن يستقر في أعماق كل إنسان، الولاء لله عز وجل ولحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدين الإسلام. جرب أن تخلط كل تلك العوامل سابقة الذكر وأنت تعامل البشر معك، ستجد أنك تصنع الولاء في نفوسهم دون أن تدري، ولن تدرك وتلاحظ ذلك إلا من بعد أن تجد الإنتاجية العالية لمن معك، أو تجد تكاتفهم الواضح والإيجابي معك وقت الأزمات والمشكلات العظيمة ، وستدرك حينها أن ذلك سببه من بعد توفيق الله، هو الولاء والحب لك الذي صنعته على مدار وقت ليس بالقصير.