02 أكتوبر 2025
تسجيللا أجد تفسيراً للاعتذار الصهيوني للحكومة التركية عما قامت به من إرهاب ضد السفينة التركية مرمرة والتي كانت متوجهة إلى قطاع غزة لكسر الحصار الصهيوني المفروض على مليون ونصف المليون من أهالي قطاع غزة حيث راح ضحية تلك العملية الإرهابية الصهيونية عشرات القتلى والجرحى من إخواننا الأتراك. لقد كسبت الحكومة التركية ورئيسها السيد رجب طيب أردوغان شعبية كاسحة ليس بين أوساط الشعب التركي الشقيق فحسب، ولكن بين أوساط الشعب العربي من المحيط إلى الخليج بعد هذه العملية الإرهابية الصهيونية، خاصة عندما قطعت تركيا علاقاتها مع العدو الصهيوني وطالبت بالاعتذار والتعويض والأهم برفع الحصار عن قطاع غزة. هذا الموقف التركي المشرف استبشر به الشعب التركي والعربي والإسلامي قاطبة بل الشعوب المحبة للسلام كلها وشعرت هذه الشعوب بارتياح عميق على أمل أن الموقف التركي بقطع العلاقات مع العدو الصهيوني سيصمد بل يتطور إلى قطيعة كاملة واعتبار العدو الصهيوني عدواً لتركيا ولا يمكن بأي حال من الأحوال عودة العلاقات الطبيعية بين تركيا وهذا العدو حتى ولو اعتذر هذا العدو ودفع التعويضات ورفع الحصار عن قطاع غزة لأن جوهر الصراع بين العرب والمسلمين وهذا العدو يتعدى حدود هذه المطالب ويصل إلى تحرير فلسطين وعودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه ووطنه الذي احتله هذا العدو. ووجود هذا العدو الصهيوني في قلب الوطن العربي لا يهدد الأمن القومي العربي فقط وإنما يهدد الأمن القومي التركي والأمن القومي الإسلامي ولأنه كذلك فواجب على الشقيقة تركيا وكافة العالم الإسلامي قطع العلاقات مع هذا العدو حتى تعود الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وينتهي التهديد الصهيوني لأمننا القومي العربي والإسلامي. هذا الاعتذار الصهيوني يخفي وراءه مخاطر جسيمة ويهدد بأمور خطيرة لأن هذا العدو لم يعتذر يوماً عن كل جرائمه وإرهابه المستمر ضد الشعوب بل ان مجازره العديدة بحق الفلسطينيين الأبرياء الآمنين وبحق الشعب العربي في الأقطار العربية تفوق تلك الجريمة بحق سفينة مرمرة التركية ولا مجال هنا لحصر تلك الجرائم الكثيرة ولعل أبرزها مجازر صبرا وشاتيلا ومجزرة قانا الأولى والثانية وبحر البقر وغيرها من المجازر الإرهابية الأخرى، لهذا فإن هذا الاعتذار الصهيوني الأول من نوعه يدعونا إلى الدهشة والاستغراب والسؤال هل يخطط هذا العدو الصهيوني ومعه الإدارة الأمريكية لإسقاط الحكومة التركية وبالذات حكومة السيد رجب طيب أردوغان شعبياً سواء في تركيا أو في نظر الشعب العربي بعد تلك الإنجازات والمواقف التي كسب من خلالها الاحترام والتقدير. أعتقد وربما أكون مخطئاً أن هذا الاعتذار هو فخ صهيوني – أمريكي، نُصب لأردوغان وحكومته.. فهل سيقبل الاعتذار ويعيد العلاقات مع هذا العدو ويقع في هذا الفخ الصهيوني؟!