18 سبتمبر 2025
تسجيلسؤالي بالطبع يدور حول التعليم، ومتى يكون الحفظ ضرورة في عملية التعلم، وهل هناك من ضرورة أن يحفظ الطالب كل ما يتعلمه، أم هناك أمور لابد من حفظها وأخرى يمكن الاكتفاء بالفهم والاستنتاج وغيرها من طرق اكتساب المعرفة؟ هذا التساؤل أطرحه اليوم، لأن الإصرار ما زال كما هو منذ عقود مضت في التعليم.. الإصرار في المدارس على حفظ معارف ومعلومات، صار الوصول إليها اليوم أسهل مما كان سابقاً وبشكل هائل، بل وأسرع في الاستيعاب والتوصل للنتائج من عملية الحفظ. نعم لحفظ القرآن الكريم وبعض الأحاديث كالأربعين النووية على سبيل المثال، ونعم لحفظ جداول الضرب المعروفة، وبعض ما يتم به تعديل اللسان العربي، كالشعر الفصيح الجميل البليغ، وبعض حكم وأمثال وغيرها من معلومات يراها أهلها في المجال نفسه، مهمة ولابد من حفظها.. لكن أن تحفظ قوانين ومعادلات رياضية أو كيميائية أو تواريخ وأرقام وأسماء مدن وشخصيات من التاريخ والجغرافيا، في عصر الثورة المعلوماتية والاتصال وشبكة المعلومات، فهذا أمر فيه نظر ولابد من تقييمه في المسألة التعليمية من جديد.ليس على الطالب أن يحفظ في التاريخ والجغرافيا ومواد إنسانية أخرى، وليس عليه كذلك أن يتم حرمانه من استخدام التقنية كالآلات الحاسبة في الرياضيات مثلاً .. إذ يكفي الطالب في مثل هذه المجالات أن يتعلم كيف يصل إلى المعلومة وكيف يستفيد منها ويستخدمها، أما إجباره على الحفظ فهذا فيه هدر للجهد وإنهاك لمهارة الحفظ، التي يمكن استثمارها في علوم أخرى، وعلى رأسها حفظ القرآن الكريم، الذي ننادي بإعادته من جديد وبكثافة واضحة، لاسيما في المرحلة الابتدائية.العملية التعليمية مع التقدم العلمي الحاصل اليوم، بحاجة إلى دورية التقويم والتعديل، والبحث عن أفضل استثمار للتقنيات في سبيل تعليم نوعي ذي أثر. وأحسبُ أن هذا من المهام الرئيسية التي لابد أن توليها وزارة التعليم كل عام، كل اهتمام..والله ن وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل.