16 سبتمبر 2025
تسجيللا أظن مديراً عاقلاً يعتقد أن العاملين تحت إمرته آلات ميكانيكية دقيقة لا تخطئ، ومن يكون على تلك الشاكلة من التفكير، سواء كان مديراً أم رئيساً أم قائدا، فإنه دون ريب مخطئ، وخطأه هذا لا يجب أن يمر دون ضبط وتنبيه. أن تخطئ أثناء العمل أو بعد انتهائه، هو أمر لا غرابة منه أو فيه أو حوله، ولا يوجد من يعمل دون أن يخطئ، وإلا كان هذا من جنس الملائكة. أما نحن البشر فالأصل أن نعمل ونجتهد، ونتيجة هذا الاجتهاد قد نخطئ أو نصيب، وقلما يسلم مـرء من الوقوع في الخطأ. ولهذا يمكن اعتبار الخطأ في العمل أمراً طبيعياً؛ فإن المنطق يفيد بأن من يعمل لا بد أن يخطئ مرة واثنتين وحتى ثلاثة.. فيما غير العامل والمجتهد، فغالباً يكون صاحب سجل نظيف من الأخطاء!! نحن بشر تتحكم بنا المشاعر والأحاسيس، وتتقلب أو تتبدل الأهواء والأمزجة ما بين ليلة وضحاها، كما أننا نعيش في مجتمع بشري يعمل فيه الناس، وكل فرد يؤدي عمله بدرجة وأخرى من الجدية والأمانة، فإن وقعت أخطاء من أي فرد فلا بأس بذلك؛ لأن المهم هنا أن الكل يحاول ويعمل ويبذل الجهد ويتخذ الأسباب. إن المخطئ المجتهد يكفيه شرف المحاولة وشرف العمل بكل تأكيد، وهو ها هنا أفضل من الذي لم يحاول ولم يعمل، حول هذا المفهوم لابد لأي مسؤول أو مدير أن يتوقع الأخطاء من موظفيه، وأن الخطأ وارد منهم مثلما هو وارد منه شخصياً أيضاً، طالما أن الجميع بشر وليسوا آلات ميكانيكية أو كهربائية مبرمجة.. ذلك أن العبرة هنا ليست في منع وقوع الخطأ؛ لأن هذا أمر غير منطقي ولا يطلبه منك أحد، لكن العبرة في كيفية الاستفادة من الخطأ ودراسته إن وقع، بحيث يتم تفادي الوقوع فيه مرة أخرى. في مجتمع يعمل الجميع فيه، لابد أن تعلم أيها المسؤول أو القائد بأن الضغوط كثيرة ومتنوعة يقع الجميع تحت تأثيراتها فترة من الزمن، تطول أو تقصر بعض الأحيان، وهذا الأمر يدعوك كمسؤول عن بشر يعملون تحت إمرتك، وحتى تقلل من نسبة الأخطاء التي تقع منهم وتقلل من تأثيراتها حين تقع، ألا تغيب الابتسامة عن وجهك؛ لأن للابتسامة سحرها وتأثيرها البالغ في النفـوس.. نعم. ابتسم ثم ابتسم وتفاءل بالخير تجده، ومن جرب إستراتيجية الابتسامة الدائمة مع من حوله لاحظ نتائجها العظيمة، ومن هنا ندعوك أيها المسؤول إلى أن تجرب أيضاً فلن تندم أو تخسر شيئاً، فكلنا بشر نعمل ونجتهد ونخطئ.. والحياة تسير بشكل طبيعي سواء أخطانا أم أنجزنا، والعبرة أن نعمل ونجتهد ونستفيد من الأخطاء، والله من وراء القصد وهو الهادي الى سواء السبيل.