13 سبتمبر 2025
تسجيلوجدت الإخوان لم يفعلوا قديما ولا حديثا ما يبرر لمن يكرهونهم أن يفعلوا تجاههم ذلك؛ ووجدت أنهم وسطيو الفكر سليمو الوسائل واقعيو الآمال والطموحات، إسلاميو المنهج والغايات .. وأنهم لم يتهموا بعنف القاعدة، ولا بسلبية التنظيريين، ولا بالولاء للنظم الفاسدة، ولا بسوء السيرة أو السريرة . ووجدت أن ما ينسب لهم من أخطاء سواء منها المدعاة عليهم زورا، وما أكثرها ! أو حقيقة وهم يقرون بها، وما أقلها ! لم تتجاوز مجال الأداءات اليومية والاجتهادات المسموحة ؛ وأنها لا تبرر كل هذه المبالغة في معاداتهم واستهدافهم وإغلاق الأبواب دونهم ؛ ولا هي كبيرة لتغطي على إنجازاتهم وتضحياتهم ومحاسنهم، ولا لتشوه صورتهم كبقية خير في الأمة، وثورة في زمن العبيد، وثبات على المبادئ إذ يتساقط الآخرون، ولا يحق أن تصادر بها أمجادهم وتضحياتهم ودورهم في حماية كينونة الأمة وهويتها وأوطانها، ولا لتمنع من الإفادة من وزنهم الشعبي وإمكاناتهم الروحية والبشرية والحركية ومن خبراتهم السياسية.ووجدت من أعداء الإخوان على أربعة أنساق – على قلتهم - وليسوا على نسق واحد من سوء النية أو حسنها، ولا على ذات المقاس من خطأ الانسياق وراء الإشاعات، أو تقصدها وصناعة البهتان والأكاذيب ؛ نسق أول: يسمعون الإشاعات ويرددونها، وحبسوا أنفسهم في زاوية الجهل، ونسق ثان: هم الذين لا ينقصهم الوعي ولا حب الإخوان، ولكنهم أضعف من أن يجعلوا قضية الإخوان قضية لهم، فراحوا يُسكِّتون ضمائرهم بأن للإخوان أخطاء، ومعظم تجارة هؤلاء مصالح أنفسهم وشهرتهم، فترسبوا من حيث لا يشعرون في الحظيرة الخلفية لأعداء الإخوان .. ونسق ثالث: من النخبة المنافسة للإخوان فيهم من الرغبة في الإصلاح نية قديمة، لكنها باردة باهتة تائهة منسية، فلما رأوا نجاحات الإخوان أكلت الغيرة قلوبهم منهم، فيما هم على عطالة في الفعل وفشل في الوصول، فقاموا يتذكرون تناقضاتهم مع الإخوان وراحوا يتآمرون عليهم، ومضوا بعيدا في الأنانية والكيدية، وفاتهم التنبه للإصلاح والتحرر ومستقبل السلم الأهلي الذي انطلقوا يوم انطلقوا من أجله .. أما النسق الرابع ؛ فهم الذين لا تنقصهم معرفة صحة مواقف الإخوان وأحقية قضيتهم وعدالة موقفهم وسلمية وسائلهم، ولكنهم جزء مبرمج من صراع كبير بين أعداء الأمة والإخوان، وهم ضد الإخوان قولا واحدا وذهابا بلا عودة حتى لو رأوا للإخوان الكرامات وخوارق العادات، وأمثال هؤلاء حذر الله تعالى نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم منهم فقد كانوا في زمانه وكان يطلق عليهم " المنافقون " فقال جل من قائل (هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون). وتذكرت أنني قرأت عن "جمال ناصر" أنه زار الصعيد قبل أن يقبض بأيام، وأنه عرّج على مدرسة ثانوية، فاستقبله طلابها بهتاف (الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والقرآن دستورنا، والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا) فسأل من حوله"أليس هذا شعار الإخوان ؟"، فأجابوه: بلى! فقال"لقد سرق الإخوان مني جيل الثورة "نعم انتصر الإخوان ثم ظلوا يحصدون الإنجازات، وظلت الشعوب تلتف حولهم، حبا فيهم، وقناعة بفكرهم، وكراهة لشريرية وفساد وعطالة وتخلف أعدائهم الذين ظلوا يجترون من أمعاء بعضهم وسوسة الخمسينيات ووشوشة الستينيات، فرأينا الإخوان يفوزون بجدارة وتفوق على كل الخصوم مجمّعين ومجتمعين، في كل انتخابات خاضوها وسمح فيها بشيء من الشفافية، ورأينا نظما تقلب وتغبر وتقصص قوانين الانتخابات كل مرة لتنأى بالإخوان عن سدة الحكم وقبة البرلمان. آخر القول: أيا كان خصوم الإخوان ومهما كانت إمكاناتهم وألوانهم، ومهما اجتهد العدو الصهيوني والغرب في تبنيهم فسيظلون قلة، وستظل الحقائق وحدها التي تنتصر وما على الإخوان إلا أن يثبتوا على إسلامية النهج ووسطية الفكر وسلمية الوسائل (ويأبى الله إلا أن يتم نوره)، (والعاقبة للمتقين).