13 ديسمبر 2025

تسجيل

وين البركة؟

27 فبراير 2013

البركة الزيادة والنماء، والكثرة في كل خير وفي جميع أمورنا وأحوالنا وأعمالنا، فالتخطيط والإعداد والاستعداد الصحيح ووضع الرؤى والاستراتيجيات والخطط التنفيذية التشغيلية هي البركة، فالكل يطلبها وينشدها ويهواها ويتمناها ويسعد بها في جميع شؤون حياته. ولكن... وين تأتي البركة ما إن يجد وتفوق ويجتهد إنسان في وظيفته وعمله إلا وتناوله من حوله بالقيل والقال. وين تأتي البركة وما زالت بعض المؤسسات لا خطط ولا أهداف وإن وجدت لا يعمل بها، ورقياً وعلى موقعها الإلكتروني فقط. وين تأتي البركة إذا جاء مدير نسف وهدم ما كان يعمله ويبنيه المدير السابق يا ليت أكمل المشوار والسير على نفس الخطط وأجرى عليها بعض التعديل بهدوء وتأني. وين تأتي البركة إذا كنا نؤخر الكفاءات الوطنية ذات الطموح والتفاني ونقدم الآخرين عليها. وين تأتي البركة والبعض منا يسعى إلى استغلال الآخرين لتحقيق مصالحه الذاتية الشخصية. وين تأتي البركة وما زال البعض يؤخر معاملات المراجعين لأقل الأسباب وبالإمكان إنجازها في ساعات وأيام قليلة جداً. وين تأتي البركة وما زالت المركزية تعشعش عند بعض المسؤولين وتوقيعي أولاً. هذا في الجانب المؤسسي والوظيفي، وفي الجانب الاجتماعي والحياتي... ولا نعمم... وين تأتي البركة وقلوب البعض مليئة بالحسد والحقد والضغائن. وين تأتي البركة والعقوق وقطع الرحم انتشر. وين تأتي البركة والبعض منا يوعد ويخلف ولا يعتذر. وين تأتي البركة والطلاق ينتشر يحدثه ويوقعه البعض منا لأبسط وتطلبه الزوجات لأتفه الأسباب، وين الصبر والنفس الطويل من كلا الطرفين. وين تأتي البركة والبعض يتنازع ويتخاصم على الورث وبعد ذلك تحدث القطيعة. وين تأتي البركة والبعض منا يدعي الأخوة في عالم تغيرت فيه مفاهيم الصداقة. وين تأتي البركة ما إن ينجح ويوفق في تجارته إلاّ وأكله الغير بالحسد والغيرة المذمومة. وين تأتي البركة والكثير منا في سهر غفلة ومجالس اللهو وأكل لحوم الناس وتضييع للأوقات إلى أخر ساعات الليل. وين تأتي البركة والكثير منا يجيد الاختلاف ولا يسعى إلى قواعد الائتلاف ويوطن نفسه عليها. وين تأتي البركة ومسلسل الإسراف والتبذير والبذخ والمغالاة مستمر في المهور وحفلات الأعراس قبل وأثناء وبعد، وظاهرة الماركات والسفرات السنوية والنصف سنوية والتباهي " المزاباه والمفوشر " بها في مجالس ومحادثات والتواصل الاجتماعي بين النساء سواءً الأقرباء وغيرهن أكثر من الرجال. وين تأتي البركة والبعض يتطاول على علماء الأمة ودعاتها المخلصين العاملين وكأنهم "طوفة هبيطة " الكل يركبها بل ويفرح ويتلذذ في الطعن والهجوم عليهم. وين تأتي البركة والبعض يهوى التلصص والتجسس والدخول فيما لا يعنيه (الفضولية). وين تأتي البركة والسماء تتلوث والأرض تنزعح وتهتز بالغناء المريض والطرب والرقص الناقص في أسواقنا المفتوحة وفي حيّنا بحجة السياحة. وين تأتي البركة عندما تكثر الإشاعات وتنتشر ولها أبواق تنشرها وترسلها في المجتمعات. وين تأتي البركة........؟؟؟ " ومضة " مؤسساتنا تحتاج إلى البركة ولكن من نوع آخر وتلح في طلبها، ليرتفع منسوب أدائها ولتحقيق إنجازتها، ولكن بـ (( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً * يصلح لكم أعمالكم....)) إلى أخر الآية المباركة. وكذلك حياتنا.