26 أكتوبر 2025
تسجيلالحديث مع الابداع يخلق للفرد مجالات اكبر لنبش الذاكرة، منذ فترة قصيرة كنت أتجاذب اطراف الحديث مع صاحبة قلم، شاعرة وباحثة ومساهمة بدورها عبر صفحات جريدة الشرق، إنها الاستاذة هاجر بوغانمي، وهي في حقيقة الأمر تشكل مع عدد آخر من الاقلام في صحفنا المحلية مجالات اعمق في طرح ما يفيد حراكنا الفني والفكري والثقافي. ذلك ان القلم امانة عند البعض ولقمة عيش عند الآخرين. هاجر واشرف والحامدي وعدد آخر ليس المجال استحضار دورهم يقدمون عبر عطائهم دوراً أكبر للقارئ، وهاجر بوغانمي تملك مثل عدد قليل من اصحاب الرؤى نظرة بانورامية حول الابداع العربي اجمالاً، كان الحديث معها حول حركة الشعر الحديث في الخليج، سواء في اطار شعر التفعيلة أو قصيدة النثر، ذلك ان الحراك قدم العديد من الاسماء، بعض هذه الاسماء قد سجلت حضورها عالمياً مثل الشاعر البحريني الكبير قاسم حداد والشاعر العماني سيف الرحبي على سبيل المثال لا الحصر، وهم يشكلون حقاً الاطار الأميز من التجربة الشعرية العربية، منذ ان شكل كوكبة من الاسماء البدايات الاولى مثل نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري وصلاح عبدالصبور وشعراء المهجر في امريكا الشمالية والجنوبية على حدٍ سواء، بجانب عشرات الاسماء في بلاد الشام والمغرب العربي. خليجياً قصيدة النثر لعبت دوراً موازياً في تجارب عدد من الشعراء والشاعرات كتجربة الشاعرة سعدية المفرح من الكويت، بجانب ثراء تجربة شاعرات في سلطنة عمان، منذ أن قاد هذا التيار مجموعة من ابرز شعراء المرحلة مثل الصديق سيف الرحبي، والتحق بهذا الركب مجموعة من أبرز الاسماء، منهم الصديق الشاعر طالب المعمري وزاهر الغافري، محمد الحارثي، وبدرية الوهيبي وعدد آخر من الاسماء حلقوا بالشعر العماني إلى مجالات أرحب، ليس عبر الشكل فقط، بل عبر جوهرها والمتمثل في لغة الخطابة. كان التساؤل المطروح من قبل الشاعرة والصحفية هاجر بو غانمي: أين دور الشعراء في قطر؟ هنا اكدت لها أن الحراك موجود، ولكن لا يمكن أن يقاس بين منظومة دول مجلس التعاون في اطار الكم فقط، هناك اصوات عدة وان كانت بعيدة عن الاضواء وتمثل بحق تياراً حداثياً عبر الوعي بدور القصيدة في كل الانماط، هناك مثلاً الشاعر محمد علي المرزوقي كواحد من ابرز وأهم الاسماء. وهناك خالد احمد العبيدان وعدد آخر ممن يقدمون عطاءهم بعيداً عن وسائط الميديا، وهناك من يطلق لخياله المجال، فينثر ما يراه صالحاً للقراءة في كل اتجاه، ولكن أمثال محمد وخالد على سبيل المثال يتوارون خجلاً، وهكذا يغلف نتاج الابداع القطري سيطرة الآخر، كان التساؤل المطروح من قبل المبدعة هاجر بوغانمي: ولماذا؟ هنا كما في سيرة الف ليلة وليلة، سكتت شهرزاد عن الكلام المباح، وكان الاجمل: إذا كان الكلام من الفضة، فالسكوت من الذهب، وأنه العملة الأخرى المسيطرة، والاكثر حضوراً في كل الاسواق!. [email protected]