12 سبتمبر 2025

تسجيل

من يُدرك الجودة؟

27 يناير 2020

قيمة لها وزنها ومكانتها في دنيا الناس، ويبلغ جمالها وقوتها إذا أحسنا التعامل معها، وأتينا بها على مساحات الحياة بمعناها الواسع، وهنا في هذه السطور نسقطها على عالم الإدارة، فجميع الوزارات والمؤسسات الحكومية وكذلك الخاصة تسعى إلى تحقيقها في جميع أعمالها، وإرساء ثقافتها بين أفرادها، فصناعتها والإتيان بها ليست بالأمر السهل، وفي نفس الوقت يسيرة لمن يحمل صدق العزيمة وصحة الإرادة وقوة الإدارة، وبرسالة تحرك الجميع، وإتباع أفضل الممارسات في تطبيق معايير الجودة على جميع الأعمال، " إنَّ اللهَ تعالى يُحِبُّ مَعاليَ الأُمور، وأَشرافَها، و يَكرَهُ سَفْسافَها"، فمن معالي الأمور أن تحقق الإدارات معايير الجودة وإتقانها والتمكن منها. والجودة ليست شعارات ترسل هنا وهناك، ولا هي شهادات تعلق على مداخل المؤسسات، ولكنها ثقافة تحمل معاني القوة والإتقان والدقة والتميز في الأداء، وإرضاء كل من يعمل في هذه الوزارة وتلك المؤسسة، ومن يتعامل معها من الجمهور الخارجي، والمتابعة ورصد إيجابيات العمل وسلبياته، والتقليل من الأخطاء، فهي لا تعرف الركود أو الوقوف أو التأخير، أو العمل الفردي بل الجماعية الفاعلة، فهي مثل أمة النحل تعمل ولا تقف عند إنجاز معين، فتطبيق كافة معايير الجودة ضرورة مؤسسية وليست ترفاً. فلا يَستوي مَن هدفُه الجودة وتحقيق معاييرها والتنافسية، مع من هدفه العمل الروتيني اليومي الممل، ولا يستوي من يسعى إلى التطوير وتحسين الأداء والتحوّل إلى الأفضل، مع من همه النقد السلبي والتثبيط في مقدمة أولوياته، ولا يستوي من يشارك في دعمها ويدرك أهميتها في البناء الصحيح في الأجهزة الحكومية والقطاع الخاص، مع من لا يُلقي لها أي اهتمام ولا يشارك في منظومة البناء، فهل يستوي ذاك مع هذا؟!. قارن بين وزارة أو مؤسسة تطبق الجودة بمعاييرها، وأخرى لا اهتمام ولا تتحرك نحوها، كيف سترى الأداء فيها والرضا عنها؟ فالجودة وتحقيق معاييرها وشروطها لا تأتي بالأماني، بل بالعمل الدؤوب الجاد، الذي يعرف خط البداية والسير فيه بخطىً ثابتة، وإلاّ فهناك في عالم الموظفين جمعية تحمل اسم " جمعية أعداء الجودة". • "ومضة" هل نُدرك كل ما تحمله الجودة من معان حية في أدائنا المؤسسي والآثار الإيجابية على الوزارة والمجتمع؟ فدروس الجودة لا تنتهي!. [email protected]