17 سبتمبر 2025

تسجيل

منظمة بست باديز والمسؤولية الاجتماعية

27 يناير 2013

أتيحت لي فرصة التعرف على عالم جميل من المبادرات المبدعة في دولة قطر. حيث تشرفت خلال الأسبوع المنصرم، وبدعوة وتنظيم من منظمة بست باديز (Best Buddies)، لتقديم برنامج تدريبي للعاملين بهذه المنظمة الرائدة. والجميل في الدعوة أنها كانت الفرصة الأولى لي للتعرف على هذه المنظمة العالمية، وأنشطتها في دولة قطر، وباقي الدول الأخرى. إن منظمة بست باديز هي منظمة عالمية غير ربحية وتم تأسيس مقرها الأم بالولايات المتحدة الأمريكية في عام 1989، حيث تم تطبيقها في 60 دولة حول العالم. وتهدف المنظمة إلى تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية وإنهاء عزلتهم الاجتماعية. وقد تأسست منظمة بست باديز قطر في العام 2008 بمبادرة من صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، وبشراكة مع مركز الشفلح للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تعمل بست باديز قطر على توفير فرص التنشئة الاجتماعية، والتدريب، والدعم الوظيفي للأشخاص من ذوي الإعاقة العقلية في جميع أنحاء دولة قطر. وفي حقيقة الهدف السامي في هذه المنظمة، فهم معنيون في المقام الأول بقضية الدمج الاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة العقلية، نظراً لكونهم غالباً ما يُعانون نتيجة لطبيعة الإعاقة من عزلة تامة عن المجتمع المحيط بهم، وغالباً ما يقبعون خلف أسوار الإعاقة ولا يكادون يعرفون معنى الحياة الاجتماعية والتواصل مع المحيطين بهم. ومن هذا المنطلق ينصب جل اهتمام "بست باديز قطر" على بحث سبل الدمج الاجتماعي للأشخاص من ذوي الإعاقة العقلية، وإنهاء عزلتهم الاجتماعية، وكسر قيود الإعاقة التي لطالما تكبدوا بسببها مرارة العيش في عزله تامة في حياة يكسوها السواد، والإحباط، والعيش في دوامة اللاجديد، ومن هنا وضعت المنظمة خططاً مدروسة لتقديم سلسلة متنوعة من البرامج والأنشطة والفعاليات التي تستهدف تحقيق هذا الهدف وتضمن نجاحه. وتستهدف منظمة بست باديز جميع الأشخاص من ذوي الإعاقة العقلية بدرجتيها البسيطة والمتوسطة من مختلف الفئات العمرية. ويقر الشيخ مبارك بن حمد آل ثاني مدير الاتصالات الخارجية والعلاقات العامة والإعلام في منظمة "بست باديز"، في حوار صحفي تم نشره في إحدى الصحف المحلية، بوجود العديد من العقبات التي تقف في وجه توظيف ذوي الإعاقة لاسيَّما في المؤسسات الخاصة حيث يعتبر بعض أصحاب هذه المؤسسات توظيف ذوي الإعاقة مضيعة للوقت والمال. وأعرب الشيخ مبارك عن أسفه لهذا الواقع رغم الاهتمام الكبير بذوي الإعاقة من قبل القيادة الرشيدة، من خلال سن القوانين التي تحمي ذوي الإعاقة، وإنشاء المؤسسات التي تُعنى بهم، وتهتم بتعليمهم، وتأهيلهم ليكونوا أشخاصاً قادرين على خدمة مجتمعهم. وقد أسعدني أن المنظمة في قطر تدار بقيادة شابة قطرية، برئاسة الأستاذة لآلئ أبوالفين، ومجموعة متميزة من المساعدات والإخوة المساعدين.. ولذلك فعلى المؤسسات المجتمعية وجوب دعم مثل هذه المنظمات المتخصصة والنوعية، في إطار مسؤوليتهم الاجتماعية.