30 سبتمبر 2025

تسجيل

يارب.. احفظ مصر "3"

27 يناير 2013

كم كنت أتمنى ومعي كل الشعب العربي من المحيط إلى الخليج أن نحتفل بذكرى ثورة 25 يناير في عامها الثاني ونحن فرحون بعودة مصر إلى دورها "القيادي والريادي" للأمة العربية بعد أن فقدت هذا الدور بعد غياب قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر ومجيء حاكمين حاولا تفريغ مصر من هذا الدور وجعلاها تابعة وذليلة للإدارات الأمريكية والعدو الصهيوني، الأول هو الرئيس المقتول السادات الذي وقَّع معاهدة كامب – ديفيد المشؤومة التي عزلت مصر عن دور القيادة والريادة، والثاني الرئيس المخلوع حسني والذي تمسك بهذه المعاهدة بل إنه كان أشد تبعية لأمريكا وللعدو الصهيوني. وعندما هب الشعب المصري بثورته المباركة ثورة 25 يناير كان دافعه ومحركه ليس كما يشاع هو رغيف الخبز أو النظام الديكتاتوري الفاسد، وإنما هو البحث عن "الكرامة" التي كانت عنوان أهم أحزاب المعارضة التي ناضلت وقاتلت نظام السادات ونظام حسني، وحركة "كفاية" وبقية الأحزاب الوطنية الأخرى. ونجحت ثورة 25 يناير عندما أسقطت نظام المخلوع حسني وتوقعنا أن تستمر هذه الثورة في تحقيق بقية أهدافها وتوقعنا خيراً بعد نجاح الدكتور محمد مرسي في الرئاسة، خاصة بعد أن أعلن مرسي أنه سيكون رئيساً لكل المصريين ولن ينحاز إلى جماعته، جماعة الإخوان المسلمين التي رضي الثوار بالتحاقها بالثورة.. واحترمنا واحترم الثوار خيار الشعب الديمقراطي في صناديق الاقتراع وكنت من الذين يقولون دائماً يجب علينا وعلى الثوار جميعاً احترام قرار الشعب الذي أكدته صناديق الاقتراع وهذه هي الممارسة الديمقراطية التي نبحث عنها ونطالب بممارستها، لكن الرئيس مرسي لم يترجم ما تعهد به أمام الجماهير المصرية بأنه سيكون رئيساً لكل المصريين ووجدناه يعيش في دائرة ضيقة وهي دائرة حزب الإخوان المسلمين ورغم دعوات الثوار له بالشراكة الوطنية والمشاركة في صياغة الدستور ليكون دستوراً لكل المصريين لكنه أصر على المضي قدماً في تنفيذ رؤية مجموعة واحدة، لهذا لم يجد يداً أخرى معه ولم نسمع تصفيقاً له لأن اليد الواحدة لا تصفق. بالأمس وفي ذكرى الثورة خرج الثوار إلى الميادين مرة أخرى لتصحيح مسار الثورة وكان أهم مطالب الثوار تعديل الدستور وحل الحكومة واستبدالها بحكومة إنقاذ وطني وهي مطالب مشروعة لكن هذه المطالب لم تجد آذاناً صاغية من "الريس". تجاهل هذه المطالب المشروعة دفع الثوار إلى رفع سقف مطالبهم حتى وصلت إلى "الشعب يريد إسقاط النظام" ومطالبة الرئيس بالرحيل.. ورغم إنني لست مع هذه المطالب الأخيرة وضرورة احترام العملية الديمقراطية.. لكن يجب على الرئيس تلبية مطالب الشعب المشروعة وهذه أيضاً من العملية الديمقراطية. الآن وبعد أن تلوّن ذكرى الثورة بالدم بوقوع بعض الشهداء والمصابين نرجو من الثوار والرئيس معاً حقن الدماء والمحافظة على نقاء الثورة وهذا يتم بالحوار الفوري بين الثوار والسلطة، لكيلا تغرق مصر في حمام دم.. ونكرر ونقول "يارب.. احفظ مصر".