11 سبتمبر 2025
تسجيليذهب كثيرون إلى أن الفن التشكيلي، هو العمل الفني الذي يعبر به الفنان عن مشاعره وأحاسيسه، وينقلها إلى المتلقي، وقد يكون ذلك باتجاهات فنية مختلفة، أخذت فيما بعد تُعرف بها مدارس الفن التشكيلي. وخلال الفترة الأخيرة يلاحظ المتتبع للمشهد المحلي مدى تعدد معارض الفن التشكيلي، والتي أقامتها صروح مختلفة تُعنى بالفن التشكيلي، فكان لها أثرها البالغ على المتلقي، وفي الوقت نفسه فقد أثرت هذه المعارض المشهد التشكيلي القطري، الأمر الذي سيكون له تأثيره حتمًا بتعزيز حضوره إقليميًا ودوليًا، في ظل تطور ونضج التجربة ذاتها، وصعود العديد من الفنانين القطريين إلى العالمية، بإقامة معارض شخصية لهم، أو المشاركة في معارض جماعية في خارج الدولة، أو اقتناء العديد من الصروح العالمية لأعمالهم الفنية المختلفة، ما يعكس بالفعل عالمية الفن التشكيلي القطري. وثمة ملاحظة لا تخفى على أصحاب الذائقة الفنية، ذلك التعبير الفني لما تتعرض له غزة من عدوان، إذ خرجت العديد من الأعمال الفنية معبرة ومتضامنة عما يتعرض له الأشقاء في غزة من عدوان همجي، فكان بذلك خير تعبير عن مشاعر الفنان، وأصدق وصف يمكن أن توصف بها أفكار الفنانين، وإسقاطها على أعمالهم الفنية، إذ يعتبر العمل الفني من أصدق الأعمال التي تترجم مشاعر وأحاسيس وأفكار صاحبها. لذلك، جاءت أعمال المعارض الفنية، التي أقيمت مؤخراً انعكاسا لمدى أهمية الفن التشكيلي، ودوره الفاعل في تشكيل ثقافة، هي ليست بالجديدة، ولكنها ترسخ لمفهوم ثقافة الفن التشكيلي، وإبراز مدى تأثيرها العميق في أوساط جمهورها، لما تحمله من تعبيرات صادقة، ونقل لمشاعر مبدعيها. لذلك، لا يبالغ البعض في وصف الفن التشكيلي بأنه الأسرع تأثيرًا في الجمهور، بشكل يفوق غيره من الفنون والأجناس الأدبية الأخرى، لما يحمله ذلك الفن من تأثيرات، تلقي بظلالها على جمهوره، فتذهب بخيالهم إلى آفاق أرحب، وتصحبهم إلى عالم آخر، يحمل كل أفراده فيه تفسيراته الخاصة، دون إنكار لجماليات العمل ذاته، أو هضم لنبوغ صاحبه. اللافت في هذه الجماليات الفنية أنها لا تقف عند جيل بعينه، ولا تقتصر على مدرسة أو أسلوب فحسب، ولا زمن أو مكان محددين، بل تتجاوز كل ذلك، ما دامت تحمل قيمة فنية، وفكرة إبداعية، وأسلوبًا جماليًا، وعندئذ فإنها ستحقق هدفها، لتلامس بذلك خيال متلقيها.