12 سبتمبر 2025

تسجيل

ذوي الإعاقة هم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا

26 ديسمبر 2020

ذوو الإعاقة هم جزء لا يتجزأ من مجتمعنا يعاني الكثير من الأشخاص من وجود إعاقة لديهم، سواء كانت هذه الإعاقة جسدية أم عقلية، وتعدّ الإعاقة بمثابة تحدٍ للشخص، ويجب عليه أن يكون على قدر هذا التحدي وألا يسمح للإعاقة بأن تكون عائقاً أمام تحقيق الطموح أو العمل أو الدراسة أو في تحقيق المراتب المتقدمة، بل يجب أن تكون حافزاً للنجاح والتقدم والتطور، فالإعاقة الحقيقة ليست أن يكون لدى الإنسان عجز ما، بل الإعاقة أن يكون متكاسلاً ومتخاذلاً ولا يقوم بأي عملٍ فيه فائدة، وأن يصيبه الإحباط والمشاعر السلبية لأي سببٍ كان. يجب أن يكون الاهتمام بذوي الإعاقة نابعاً من الإحساس بالمسؤولية تجاههم، لأنّ من حقّهم أن يعيشوا كباقي الأشخاص وأن تتوافر لديهم سبل الراحة التي تخفف من معاناتهم اليومية، خصوصاً أن الشخص المعاق يعاني من صعوبات كثيرة في يومه، بدءاً من حياته في بيته ومروراً بالشارع والمرافق العامة ومختلف الأماكن، لذلك يجب ألا يكون إحساسه بالنقص بأقل قدر ممكن. وإذا جئنا نذكر بتعريف الإعاقة البصرية وهي كالآتي: هو الشخص الذي لا تزيد حدة إبصاره عن 20/200 قدما في أحد العينين أو حتى باستعمال النظارة الطبية، وتفسير ذلك أن الجسم الذي يراه الشخص العادي في إبصاره على مسافة مائتي قدم يجب أن يقرب إلى مسافة 20 قدما حتى يراه الشخص الذي يعتبر كفيفاً حسب التعريف. أما التعريف التربوي: فيشير إلى أن الشخص الكفيف، هو ذلك الشخص الذي لا يستطيع أن يقرأ أو يكتب إلا بطريقة برايل. والعصا البيضاء هو عين الكفيف الذي يسمع ويحس ولكنه لا يرى شيئا أمامه، وترمز العصا البيضاء إلى الاستقلالية بالنسبة للكفيف، حيث تحتفل دولة قطر باليوم العالمي للعصا البيضاء والذي يصادف منتصف شهر أكتوبر وتحديدا في الخامس عشر من شهر أكتوبر من كل عام بتنظيم مسيرة تحت شعار (عصاي تنير طريقي) ويهدف هذا الشعار إلى توعية المجتمع بأهمية العصا البيضاء وللتعريف بها، وللتعريف بالكفيف وضعيف البصر بكل الوسائل الممكنة، حيث شارك في هذه المسيرة من الجنسين والمهتمين بشؤون ذوي الإعاقة وأهاليهم وذويهم، وعدد من مؤسسات الدولة، تبع المسير مجموعة من الفعاليات، التي أكدت على حق الكفيف بالتنقل بحرية واستقلالية في البيئة الخارجية باستخدام العصا البيضاء - وتحرص دولة قطر سنويا على الاحتفال بيوم (العصا البيضاء) لأهميتها للكفيف وما تمثله له، وللتأكيد على قدرتهم على ممارسة الحقوق والمسؤوليات التي يتمتع بها الآخرون، فقد حررت العصا البيضاء المكفوفين وسمحت لهم بالتحرك والانتقال بأمان معتمدين على أنفسهم وبدورهم شكروا كل من ساهم وقام بإنجاح هذه الفعالية، وكل من شارك فيها من المهتمين بشؤون ذوي الإعاقة والمؤسسات والمراكز والمتطوعين. هناك نتائج وتوصيات للاهتمام بالأشخاص من ذوي الإعاقة، تؤمن دولة قطر إيمانا راسخا بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتتعامل مع هذه الحقوق انطلاقاً من نهج دستوري وتشريعي على حد سواء، وتعكس ذلك في كافة خططها وبرامجها في مختلف المجالات (التعليمية، والرعاية الصحية، والعمل، والمسكن المناسب، والمرافق العامة والخاصة، والثقافة والرياضة) وغيرها، كما يعكس هذا الاهتمام، الإيمان المطلق، بأن حماية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقات وتوفير الدعم لأسرهم ليست مزايا تشكل معاملة خاصة، وإنما هي وسيلة لتأسيس المساواة بين أعضاء المجتمع الواحد، وهو مبدأ أكدت عليه قطر في دستورها وفي قوانينها الوطنية، حيث أقر دستور الدولة أن مبدأ المساواة هو إحدى الدعامات الأساسية التي يقوم عليها المجتمع القطري. وأختم مقالي هذا بفقرة قصيرة وآية قرآنية أعزائي القراء أرجو منكم عدم تجاهُلي، أو إشاحة النظر عني عندما أقترب منكم، لأن مثل هذه التصرفات لن تبعد عني الإعاقة، فأنا لم أختر أن أكون معاقة، ولكن حتما يمكنكم اختيار الطريقة التي تتقبلوني بها. هناك الكثير مما يجب أن يحكى والكثير مما يجب أن يقال، ولكن في النهاية وبعد كل شيء يجب أن نتصالح مع أنفسنا ونحاول أن ننظر إلى الدنيا بمنظور آخر، الدنيا جميلة وكل شيء فيها جميل حتى الألم و الوجع. وهؤلاء الأشخاص من ذوي الإعاقة هم أجمل ما فيها، لنقتبس منهم شعلة الحب والطهارة، فلا شيء أجمل من الابتسامة التي يشعها هؤلاء الأشخاص في نفوسنا. قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز ((أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46]، وقال أيضاً: ﴿ مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالْأَعْمَى وَالْأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [هود: 24].