19 أكتوبر 2025
تسجيلالتكريم يواكب ويساير مقولة سمو الأمير»قطر تستحق الأفضل من أبنائها» مطلوب الاستمرار في الاحتفاء بهؤلاء الرواد والمؤسسين في مجال الإعلام ستظل مثل هذه الأسماء الخالدة والمبدعة قدوة للإعلاميين القطريين الشباب مبادرة مهمة وخلاقة لتخليد أمثال هؤلاء الأوائل في الذاكرة الإعلامية القطرية خطوة وفكرة رائدة من قبل قناة الريان الفضائية عندما قامت في اليوم الوطني بتكريم عبدالوهاب المطوع أحد أبرز المذيعين القطريين الرواد الذين بدأت انطلاقتهم مع تأسيس تلفزيون قطر لأول مرة في سنة 1970 م. ◄ وهذه المبادرة الجميلة: لا شك أنها تدفع الكثير من الاعلاميين القطريين الشباب اليوم الى أن يحذو حذو هذا المبدع وأن يتعلموا من هذه القامة الاعلامية القطرية التي خدمت التلفزيون الوطني على مدى خمسة عقود.. حيث كان قدوة يقتدى بها في مجال التقديم التلفزيوني على مدى نصف قرن من الزمان وهي فترة ليست ببسيطة في تاريخ العمل الاعلامي. ◄ البداية مع تلفزيون قطر: فقد بدأ إرسال تلفزيون قطر بالأبيض والأسود في سنة 1970 م في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني حاكم قطر (رحمه الله) آنذاك.. وقام بتدشين وافتتاح التلفزيون في تلك الفترة حاكم قطر الراحل الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني ولي العهد في تلك الفترة.. وفي سنة 1974 تم بث التلفزيون بالارسال الملون وهي فترة مهمة من فترات تاريخ تلفزيون قطر.. وأتذكر تلك السنة خاصة أنها صادفت اقامة مباريات بطولة كأس الخليج العربي الثالثة لكرة القدم التي أقيمت على أرض الكويت وشارك فيها منتخب قطر الوطني الاول حيث نال المركز الثالث في البطولة وأبلى فيها بلاء حسنا، كما حقق فيها اللاعب القطري الدولي محمد غانم الرميحي لقب أفضل لاعب في الدورة. ◄ وعبدالوهاب المطوع: هو اول مذيع قطري يظهر على الشاشة القطرية مع انطلاقتها لاول مرة رغم انه بدأ مع الاذاعة القطرية التي تأسست سنة 1968 م، وقد كان من خيرة الاعلاميين على مدى فترة ظهوره طوال السنوات الماضية، فهو قبل كل شيء كان وما زال على خلق رفيع.. كما كان يتمتع أيضا بخبرته الطويلة في العمل التلفزيوني من خلال تقديمه للكثير من البرامج بجانب نشرات الأخبار التي تميز فيها عن غيره من المذيعين على الشاشة القطرية.. وكل هذه العوامل أهلته لان يكون متميزا وبارزا على الساحتين المحلية والخليجية فنال كل الاحترام والتقدير بشهادة جميع من عاصره من زملاء المهنة منذ 1970 م وحتى الآن. ◄ مسيرة حافلة بالعطاء: وتتحدث السيرة الذاتية لعبد الوهاب المطوع كما ورد في قناة الريان بانه ابن « ام صلال علي « وأحد أكبر عشاق ترابها.. امتلك مسار السبق الاعلامي التلفزيوني في قطر.. وقتها سجل نفسه كاول مذيع تلفزيوني في بلاده وصاحب المبادرة بانطلاقة البث في تلفزيون قطر في عام 1970 م.. يشده الحنين دوما الى بداياته حينما كان عبدالوهاب المطوع في غرة صباه بعد مولده في عام 1950 م.. يستطيب تلك الحياة الهانئة التي لا يزال لسانه يتذوق حلو طعمها ويلهج بحسن سجاياها ومآثر شخوصها.. انطلقت مسيرته التعليمية بمدرسة أم صلال محمد ثم أتمها في نظيرتها أم صلال علي، ومن ثم بمدرسة قطرالاعدادية قبل أن يلتحق بدار المعلمين التي أنهى فيها تعليمه في عام 1968 م ويتأهل حينها كاستاذ مدرسي.. إنها مسيرة بدأت في كنف أسرة مشهود لها بالعلم والتقوى لتسهم خصالها في ذلك الفتى المقبل على الحياة والعلم لتقوده لاحقا الى تجليه برسالته التي يرنو من خلالها للمشاركة في بناء ورفعة وطنه وأمته.. وفيما بلغ المطوع مرحلة الجاهزية التامة للعمل في السلك التعليمي واذا بتطورات غير متوقعة تقحم نفسها ليكون لها أكبر الأثر في رسم معالم مستقبله.. ويومها شاءت الاقدار ليستمع المطوع لاعلان في إذاعة قطر يتضمن فحواه رغبة من تلفزيون قطر بتعيين مذيعين لديه، فما لبث أن برهن على قدراته التي قادته ليكون صاحب أول اطلالة على شاشة تلفزيون قطر وذلك في 15 أغسطس 1970 م.. تلك اللحظة كانت فارقة في مسيرة الاعلام المرئي القطري ولعبدالوهاب المطوع الذي وظف تلك اللغة الفصيحة التي بنى رصيدها ابان تنشئته على العربية الاصيلة ليطلق العنان لانفاسه ولاوتار صوته معبرا ومعلنا عن انطلاق بث تلفزيون قطر.. اليوم يكون قد مر نحو نصف قرن من الزمن الجميل على التحاق عبدالوهاب المطوع بتلفزيون قطر وهي تجربة لا ريب تبدو بعد عقود من العطاء التلفزيوني ثجرية ثرية بالتجارب والخبرات والعبر والرصيد الكبير من محبة جمهوره ومشاهديه والتي جعلت من عبدالوهاب المطوع احد فرسان الاعلام المرئي في قطر ومنارة في درب الأجيال الاعلامية والتلفزيونية. كلمة اخيرة هذه المبادرة التي أطلقتها قناة الريان الفضائية باطلاق اسم عبد الوهاب المطوع على أحد أكبر استوديوهاتها بحضور رفيق دريه المذيع عبدالعزيز السيد تحيي من جديد فكرة تكريم العنصر القطري الذي خدم وطنه وقدم لاجله وقته وحهده لتحقيق رفعة ورقي هذا الوطن الذي سيظل بفخر بأبنائه المخلصين، كما أن تكريم الذين خدموا الاعلام القطري بمثابة ظاهرة مهمة في هذا التوقيت بالذات لتخليد أسمائهم في الذاكرة الاعلامية لخدمة الأجيال القادمة، وهذا ما يساير مقولة سمو الأمير المفدى: «قطر تستحق الأفضل من أبنائها».