04 نوفمبر 2025
تسجيل(4) ون.. وي- العراق عادة ما يكون المؤلف/ المخرج وبالًا على نتاجه.. هذا حصد المؤلف وميض كاظم جائزة أفضل نص.. إلى جانب العرض المتميز.. كان العرض يطرح في إطاره الأزلي نتائج الحروب والويلات.. وماذا يقوم الإنسان المحاصر يوميًا بالموت والفناء.. أرواح تحصد هنا وهناك.. كل هذا عبر لغة شاعرية والنماذج التي استحضرت وجسدها الممثلون هم الأقرب إلى اللغة الشفافة.. ماذا بمقدور الفنان.. الرسام أن يرسم في زمن الويلات والحروب؟.. هل يرسم وردة.. وفراشة؟! وماذا بمقدور الفتاة أن تفعل وقد فقدت كل شيء والأم؟.. هنا أتوقف قليلًا لأتذكر الشاعر الكبير المرسوم عبدالرزاق عبدالواحد في رائعته حول مأساة الجمل.. نعم.. إنه ينزف.. كالشعب العراقي.. الأم هي الفرسة.. من النخلة.. من يزرعها لا يأكل من ثمرها.. الأم العراقية تتحمل معاناة وألم المخاض، تلد.. ويكبر الولد.. ويسمع بوق الحرب.. فلا يمكنه الرحيل إلى الموت، الدمار، الفناء.. ما أقسى الحياة وهي تمارس دورها المرسوم وكم كان المخرج موفقًا عبر لغة الهمهمات في بداية العرض.. نعم طالت ولكن كان المخرج يقصد إحداث نوع من الملل في نفس المتلقي.. لأن الصوت مكبل بالخوف.. لذا فإن الصمت.. رسالة في ذات الإطار.. نعم هنا القيود تتعدد، قيد الإنسان من التنفس والكلام والنطق. وإذا كان البعض قد وجد في هذا العمل.. ون.. وي.. وتكرارا للعديد من الصرخات من العراق وفلسطين وغيرها من بلاد العرب أوطاني.. فإن هذا الرأي لا ينقص من قدرات الجيل الجديد على طرح أحلامه وآماله وآلامه في آن واحد، هي الحياة بتعدد مآسيها.. نعم هناك بعض الهنات في كل العروض.. ولكن كي لا ننسى أنها بداية لرحلة قد تطول.. جيل شاهد على عصره.. يرى، يرصد، يتفاعل، يكبت، يؤرخ.. لعل الغد يحمل له بصيصًا من الأمل.. أو شمعة تبدد مسار الأمة!! (5) لقمة العيش: سلطنة عمان عبر فرقة الدن.. التي تعتبر واحدة من أنشط الفرق.. تم تجسيد هذا العمل من تأليف المسرحي البحريني جمال صقر.. وسبق أن قدم عبر نص يحمل اسم "بلاليط" وهذا العرض العماني.. دليل آخر على صحوة المسرح هناك، خاصة وقد شاهدنا في هذا العمل أكثر من عمل من سلطنة عمان.. المسرح هناك يمر بمرحلة صحوة.. هنا طرح مرتبط بواقع الإنسان عبر استحضار الكوميديا البعيدة عن الإسفاف قدر الإمكان، المضمون البحث عن لقمة العيش؟ وهذا واقع الإنسان العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.. الإنسان البسيط يبحث عن هذا بجانب الخريج.. والواقع مغلف بالسوداوية مع الأسف.. وقوارب الموت في الانتظار أو الارتماء في أحضان الإرهاب.. وكلاهما مر ولكن الواقع أمر! طبعًا النص لم يتوقف عند عرض مضمون أحادي الاتجاه.. لأن لقمة عيش يتبعه أحداث أخرى، وليس المجال هنا لسردها.. لأن جمالية المسرح في رسالته فوق خشبة المسرح، هنا طرح المعاناة في تعدد صوره، الزواج، تزوير وبيع الذات في الانتخابات، الوعود الخادعة والكاذبة.. هذا الأمر لا يرتبط بمنطقة عربية، لأن المضمون يشمل كل المجتمعات إذًا الطرح في شمولية المأساة، هنا أو هناك.. سيّان الأمر.