12 سبتمبر 2025
تسجيلفي حياة كل شعوب الأرض يوم تاريخي، يتناقله الأفراد عبر كل الأجيال، يحتفي بهذا اليوم الآباء والأجداد والأحفاد، ومثل هذه الاحتفاليات تعيد للذاكرة كل المواقف العظيمة والرائدة، وكل المنجزات الحضارية التي تحققت بفضل ذلك الرائد العظيم والمؤسس. لا يختلف في هذا أي قُطر من أقطار هذا الكون، لذا فلا غرابة من أن تتزين قطر مثل دول العالم المتحضر بيوم العزة والولاء والوفاء، وأن يكون لليوم الوطني هذا الصدى العظيم، إن فرحة أبناء الوطن وفرحة كل المقيمين على ترابه بهذا اليوم جزء من تجدد العهد لذلك الرائد والمؤسس والدور العظيم الذي لعبه في حياة قطر، ذلك أن العظماء الذين ساهموا في هذا الإطار عبر التاريخ كانوا يملكون صفات خاصة، تتميز بروح القيادة والتطلع إلى ما وراء الأفق وقراءة الواقع واستشراف المستقبل، نعم إن فرحة الشعب بهذا اليوم درس بليغ ومناسبة لإعادة صفحات من التاريخ الحديث لهذا الوطن المعطاء وافتخار ما بعده افتخار لدور ذلك الإنسان الذي حوى من الفضائل الشيء الكثير.. قليلون بل نادرون مثل ذلك النموذج الفريد في الحياة، أن يعمل بمثل ذلك الإيثار وأن يسجل في حاضرة التاريخ دوره المؤثر والشجاع في ظل تلك الظروف والا يقتصر الأمر على جانب أحادي، بل تتعدد الجوانب المهمة في حياته وسيرته، وكل صفة من صفاته تحتاج إلى مجلدات ويكفي ما سجله يراع الآخرين عنه وعن دوره، إن تحقيق المنجزات ولا شك مرتبط بقيمة وفكر وشجاعة وبسالة ذلك الفرد، وهذه الشخصية ولا شك يملك من الصفات ما لا يملكه الآخرون، لذا فإن التاريخ يتوقف كثيراً أمام إنجازاتهم وإننا نطرح الآن ذلك السؤال المهم: من أين نبدأ؟ هل نبدأ بدوره التأسيسي، أم نبدأ بسيرته العطرة؟ أم بكليهما وقد كان عبر تاريخ قطر الحديث مثار دهشة كل من تناول سيرته عبر الدراسات المختلفة، يكفي أن نقول إن المؤسس لو لم يملك كل تلك الصفات الخاصة وما أكثرها لما حقق الهدف المنشود الذي سعى إليه من كرم وشجاعة وإيثار، بالإضافة إلى الحكمة والحماسة والأدب والشعر وبُعد النظر. هذا بالإضافة إلى العطف والإحسان وغيرها من الصفات الإنسانية الرائعة، إننا ونحن نحتفي بهذه المناسبة فإننا نحتفي برجل ساهم بدور فعال في بناء قطر الحديثة وحقق لأبناء هذا الوطن ما كان يحلم به كل المنتمين إلى ثراها احتفالنا جزء من فرحة الأمة القطرية بمؤسس حقيقي يحتل اسمه قائمة العظماء ممن ساهموا في بناء وحضارة أوطانهم.