12 سبتمبر 2025
تسجيللماذا لم تنخفض نسبة الوفيات رغم زيادة سيارات الاسعاف بصورة اكثر بكثير مما كانت عليه خلال السنوات الماضية؟ هذا السؤال توقفت عنده وأنا اقرأ احصائية لعدد الوفيات الناجمة عن الحوادث حيث وصل إلى 256 وفاة، تمثل ما نسبته 14% من نسبة الوفيات في قطر. هذا التساؤل ضمن تساؤلات أخرى تطرقت الى بعضها في مقال أمس ، فارتفاع هذه النسب لا يتحملها الاسعاف وحده، وهذا امر طبيعي، فالوصول المبكر وحسن الانتشار يمثلان حوالي 40% من نجاح العملية الاسعافية، وتقديم الادوية يمثل حوالي 20% و10% تمثلها البلاغات وسرعة الاتصال، أما 30% الباقية فيتحملها اطباء الطوارئ وبروتوكولات العمل فيه. فهذا ما يدفع للتساؤل عن آلية العمل في قسم الاسعاف بمؤسسة حمد الطبية، مع تقديرنا للجهد والدور الكبير اللذين يقوم بهما هذا القسم، ولكن هل هناك سلاسة وآلية مرنة في تلقي البلاغ والتحرك والوصول واسعاف الحالة، ثم هل يوجد اطباء في قسم الطوارئ للرد على البلاغات التي ترد، ام ان من يقوم بالرد على هذا الاتصال مسعفون؟. الامر الآخر في ظل الازدحام الموجود حاليا في شوارعنا، ألا يمكن التفكير باسعاف على الدراجات النارية مثلا؟ قد يكون الأمر مستغربا بالنسبة للبعض ، ولكن اعتقد انه يمكن التفكير في هذا الامر، على الرغم من ان مشروع الاسعاف الطائر لم نر ولم نسمع عنه شيئا، اللهم اخبار في وسائل الاعلام، دون ترجمة فعلية على أرض الواقع. امر آخر، نحن نقوم باستقدام أعداد كبيرة من المسعفين من الخارج، ونفس الامر نقوم باستقدام سائقي اسعاف وباعداد كبيرة من الخارج، ألا يمكن تأهيل قطريين للقيام بهذه المهام ؟، خاصة ان الذين يتم استقدامهم أمرهم يتطلب توفير رواتب وخدمات ومرافق من أجلهم، اضافة الى ان معرفتهم بشوارع قطر ومناطقها معدومة في بداية الامر ولحين ارشادهم وتعليمهم فان الامر بحاجة الى وقت، على عكس الشباب القطري، او المولود على اقل تقدير في قطر، فان الوضع سيكون مختلفا تماما، فالقطري او المولود في قطر يعرف جيدا شوارع البلد، والمداخل والمخارج في كل منطقة، مما يمثل افضلية للوصول الى الاماكن المطلوبة، كما ان تأهيلهم، حتى وان صرفت عليهم مبالغ مالية أعلى، ستكون الاستفادة منهم اكبر لكونهم مواطنين وباستطاعتهم العمل لسنوات اطول بكثير من شخص يتم التعاقد معه لسنوات قليلة، ثم يعود الى بلده. اعتقد انه من الافضل ان يتم التركيز على العناصر القطرية، مع منحهم المزايا الوظيفية، والمخصصات المالية التي تستقطب هذه الشريحة للعمل في مجال الاسعاف، ونحن في حقيقة الامر ندفع رواتب وامتيازات عديدة لمن يتم التعاقد معهم من الخارج، فلماذا لا يعامل المواطن أو المولود في قطر بمثل ذلك؟. هذه ملاحظات أضعها بين أيدي المسؤولين بمؤسسة حمد الطبية، على أمل مناقشتها، وحرصا على تطوير الاسعاف في بلدنا.