20 سبتمبر 2025
تسجيلانقشع غبار الحرب خلال الهدنة ليتكشف معه صمود المقاومة الأسطوري وتنكشف معه عورة الغرب وينجلي زيفه وادعاءاته عن قيادة الحضارة الانسانية. ما هو مركزي وبالغ التأثير هو الانعطافة الحادة في منظور الذات من قبل الانسان الغربي الذي كان يثق بنظمه ومؤسساته وهويته واخلاقه، كل هذا في مهب الريح، الغرب دخل مرحلة البحث عن الذات، من نحن ما حقيقتنا ومن هم الاخرون وهل الصور الذهنية والبناءات الفكرية والهياكل النفسية التي نعيها هل هي حقيقية ام تم نسجها وصياغتها من قبل اعلام ومؤسسات مضللة، هل نعيش واقعا مضللا وهل نهجنا ومعارفنا وأحاسيسنا في الموضع الصحيح، هل أخطأنا في حق الآخر هل نحمل وزر اخطائنا وكم من الذنوب نحمل وكيف يمكن التكفير عن ما تم باسمنا ودعمنا للظلم، وكيف يمكن تصحيح الخطيئة في حق الاخرين وكيف يمكن ان نضمن عدم تكرار المأثمة، غزة هي المحور الانساني ورؤية الحقيقة كما هي بشكل مباشر وحي ابلغ من اكاذيب الاعلام وهل وعينا مزيف لهذه الدرجة لكي لا نرى ما هو امام اعيننا وعلى مدى عقود وعقود، لا ثقة بأنظمتنا ولا قياداتنا ولا الواقع الذي نعيشه نحن مزيفون كما هي احاسيسنا سلبت حقوقنا، لا نملك حتى حق الوعي الحقيقي، لقد حرمنا من الحقيقة والوقوف مع الحق وظننا ان العرب فوبيا والاسلام فوبيا هي الحق والواقع واذا بنا نكتشف انها اكاذيب وصناعة مصالح نحن فيها وقود ذلك الوجود الغير انساني ونحن نؤمن انه هو الانساني بينما نقف مع الشيطان،كنا مع الشيطان ندعمه ونصلي له، كيف يمكن الانتقال من هذا الضلال الى النور نور الحقيقة والواقع بعد ان دفعنا الانسانية لفقدان الامل في يوم تظهر فيه الحقائق وجعلنا اليأس يطبق على الانسانية، كيف يمكن ان نعيد لانفسنا والاخرين الايمان بالخير ونحن من دعم قوى الشر وزبانيته، من مجمع صناعات الموت والسلاح ولوبيات شركات الأسلحة واللوبيات الصهيونية، وكم صنعنا الموت باسم الديموقراطية وحقوق الانسان ومحاربة التطرف والارهاب ونحن من يرهب العالم ويقتل الانسانية باسم الذكاء والمصالح على حساب البشرية، كم من معركة وحرب وقفنا فيها مع الباطل ودعمنا اصنام البهتان، هذه الاسئلة وغيرها الكثير والكثير ستكون على مائدة الانسان الغربي، فتسقط العنصرية المتوارية خلف التحضر والتطور والايمان بقدرة الغرب على ادارة العالم وقيادة الانسانية، نعم لقد غيرت غزة العالم ولكن ليس النظام العالمي وتقاسم النفوذ فقط، بل في العمق الانساني السحيق، من هو الانسان وما ماهية الانسان الغربي وغيره من البشر، من هو الانسان ومن هو المتظاهر كإنسان على مسرح البشرية، تضحيات اهلنا في فلسطين وغزة هي شمعة اضاءة درب الانسانية وستظل نورا يهدي البشرية لما هو حق وتبرز ما هو باطل، وشكلت الوعي الانساني على مدى 47 يوما اخرجت ضمير الامم من الظلام الى نور الحرية والحق والعدل، يجب ان نتأكد على عدم العودة للظلام مجددا، كم روحا انكسرت وكم اوهاما انجلت وكم من اذهان انيرت، يا لها من تجربة انسانية قضتها البشرية وعاشتها يوما بعد يوم حتى ترسخت صورة الحق وزهقان الباطل. هدنة خير.