13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); قد تكون ظاهرة إقالة المدربين الأجانب في المنطقة العربية، وخصوصاً الخليج، أسوأ ما تنهجه أندية كرة القدم في بناء الفرق، وأوضح صورة للارتجال ووضع هدف الفوز بالبطولات في سُلم الأولويات بدون أي تفكير في وضع الاستراتيجيات والقواعد الصلبة والتخطيط السليم. بالإمس، كان الروماني بولوني مدرّب الاتحاد السعودي الرقم 6 خلال الأسابيع الثمانية الأولى لدوري عبداللطيف جميل الذي يُقال، والذي يستفيد من مقدّم العقد والرواتب والبند الجزائي، وذلك بعد خسارة "العميد" الديربي أمام الأهلي غريمه التقليدي وبثلاثية نظيفة، وقبل الروماني كان الإوروغواياني داسيلفا أقيل من النصر برغم أنه حقّق بطولة الدوري ووصافة الكأس في الموسم الماضي، والمصير ذاته في النصر لقيه مواطنه كارينيو برغم أنه أعاد الدوري بعد غياب 19 عاماً إلى جانب كأس ولي العهد، وها هو كارينيو يقود منتخب قطر إلى الدور الحاسم لتصفيات مونديال 2018 ولنهائيات أمم آسيا 2019 بالعلامة الكاملة. ومن المفيد هنا أن نذكر أنه خلال فترة تولي الأمير فيصل بن تركي رئاسة نادي النصر (7 سنوات) تعاقب على تدريب "العالمي" 11 مدرباً!! والأغرب من ذلك أنّ 160 مدرباً مروا على الدوري السعودي خلال السنوات الخمس الأخيرة! وهذه الظاهرة الغريبة متفشيّة في كل الدول الخليجية، بدون استثناء، وبالعقلية ذاتها والنهج ذاته والخسائر المادية نفسها، ونأخذ آخر مثل بعد السعودية، دولة قطر وإقالة المغربي حسين عموتة الذي حقّق مع السد بطولات عدة لاعباً ومدرباً، ويكفي أنه أعاد الدوري وكأس الأمير بعد غياب طويل، ولكن النتائج السيئة في السنوات الأخيرة، وخاصة هذا العام أودت به إلى النتيجة المعهودة: الإقالة. وتأتي المصادفة في هذا الأسبوع خير دليل على النهج الارتجالي عندنا، وعلى تحكّم العقل واعتماد التعقّل والمنطق عند الأوروبيين. ففي "كلاسيكو" جدة ُأقيل المدرب الخاسر بثلاثية، وفي "كلاسيكو" إسبانيا جدّد رئيس ريال مدريد بيريز ثقته بالمدرّب بينيتيز الخاسر برباعية نظيفة في عقر داره أمام الغريم التقليدي برشلونة، برغم مطالبة جمهور الفريق الملكي بإقالة المدرَب. هذا هو الفارق: أندية تقودها إدارات هشّة ضعيفة تخضع للجمهور وتجرفها وسائل الإعلام، ويعوزها بعد النظر والرؤية، وأندية لا تحيد عن نهجها واستراتيجيتها ولا تهزها صيحات الجمهور ولا صفحات الجرائد، أندية تأخذ العَبِر من الهزائم الكبيرة ولا تذرف العبَرات على اللبن المسكوب.