14 سبتمبر 2025

تسجيل

"السكين" مقاومة... "الإرهاب" هو الإعدام في الشوارع

26 نوفمبر 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يستدل مما ذكرته صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية في تقرير لها قبل أيام أن الأجهزة الأمنية تعتزم إبعاد عائلات منفذي العمليات الفدائية من الضفة الغربية والقدس المحتلين إلى قطاع غزة. هذا الإقرار من جانب الصحيفة يحمل معنى الاعتراف بقوة الرد الفلسطيني على جرائم المحتلين من جنود ومستوطنين، ويعكس الاعتراف أيضا بأن الوضع في إسرائيل يسير إلى مزيد من التدهور الأمني والاقتصادي جراء "ثورة السكاكين" التي تشهدها الضفة الغربية والقدس المحتلة، وحالة الرعب والخوف التي يعيشها اليهود الصهاينة بعد أن أصبحت تل أبيب ساحة مواجهة.فعلى الرغم من كل الإجراءات القمعية المتخذة ضد منفذي "انتفاضةالسكاكين" الفدائية، بالتصفيات الميدانية، وهدم المنازل والاعتقالات، والعقاب الجماعي في أبشع وأوسع صوره، لم تنجح حكومة اليمين الصهيوني المتطرفة في الحد من وتيرتها، بل على العكس تزداد تصاعدا واتساعا، يوما بعد يوم، الأمر الذي يراه المتابعون للشأن الفلسطيني قرب انتقالها بالدريج إلى انتفاضة شعبية شاملة على غرار ما حدث في ديسمبر العام 1987، وفي سبتمبر العام 2000.وفي ظل الأوضاع المشتعلة على الأرض، فالوضع الأمني في الضفة الغربية والقدس المحتلة آخذ بالتدهور، ويسير باتجاه اندلاع انتفاضة جديدة، ما يعيد إلى الأذهان مشاهد الانتفاضة الفلسطينية الأولى أو انتفاضة الحجارة، حيث كان الحجر هو سلاحها، أو انتفاضة الأقصى التي تلتها بعدة أعوام. وإذا كانت الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين، مسرحا للانتفاضتين السابقتين، فالأمر مختلف اليوم، حيث القدس هي بؤرة المواجهات الدامية بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال وسوائب المستوطنين، مع دعم قوي من باقي مدن فلسطين التاريخية.الانتفاضة الشعبية ابتداع فلسطيني لمقاومة الاحتلال، لم يكن معروفا في تاريخ ثورات الشعوب من قبل، فهي شكل من أشكال الاحتجاج العفوي الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري في المخيمات، والاعتقالات، وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والديني، والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.الجديد هذه المرّة، دخول السلاح الأبيض "السكين والخنجر والشبرية"، إلى ساحة المواجهة مع جنود الاحتلال وسوائب المستوطنين المنفلتة، بدلا من الحجارة التي كانت سلاح أبطال الانتفاضتين السابقتين.والجديد أيضا اندفاع الشباب الفلسطيني بكل إيمان وقوّة إلى مناطق التماس مع قوات الاحتلال على المعابر العسكرية والحدود...والجديد توحيد أدوات النضال الفلسطيني وهم الشباب والفتيات، وجعل بقاء الاحتلال مكلفا لإسرائيل على ثلاث جبهات، جبهة الضفة الفلسطينية المحتلة، وجبهة قطاع غزة المحاصر، وجبهة المدن العربية داخل أراضي فلسطين المحتلة في العام 1948، فالمعطيات الأمنية الإسرائيلية تشير إلى مقتل 21 إسرائيليا منذ بداية "انتفاضة السكاكين" الشعبية، في عمليات طعن ودهس ورشق حجارة وإطلاق النيران، كما أصيب 192 بينهم 20 بجراح بالغة، وبلغ عدد العمليات 51 عملية طعن و13 عملية دهس و7 عمليات إطلاق للنيران. على اليهود الصهاينة وأشياعهم أن يفهموا أن الاحتلال يستدعي الرفض والمقاومة بكل أشكالها.ومن ذلك استخدام السكين والخنجر والشبرية، ما دام السلاح الآخرغيرمتاح، وأن المقاومة لا حدود لها في الديمغرافيا والسياسة، ويفهمون أن القدس ليست لهم، وأن مسجدها المبارك ليس لهم، وأن يفهوا أنه ليس باستطاعتهم إلغاء حق المقدسيين في مدينتهم، ولا يحق لهم هدم منازلهم واعتقال أولادهم وبناتهم، مهما طال الزمن.. وإلى الخميس المقبل...