16 سبتمبر 2025
تسجيلفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضِي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : والذي نفسي بيده، لو لم تُذنِبوا فتستغفِروا لذهبَ الله بكم ، ولجاء بقومِ يُذنِبون فيستغفِرون الله؛ فيَغفِر الله لهم . هل يمكنك أن تجد رحمة وعطفاً وكرماً أعظم من هذا ؟ لا يمكنك مطلقاً أن تجد ذلك سوى عند العليم بالنفوس البشرية التي لم يعصمها من الخطأ والزلات يوم أن خلقها، فنحن لسنا كجنس الملائكة المعصومين، الذين لا يعصون الله ويفعلون ما يؤمرون ، بل نحن خُلقنا ومُنحنا عقلاً نميز به بين الخطأ والصواب . لكن مع ذلك العقل الذي يميز ، تجد منا من يخطئ ويخطئ ويكرر الخطأ .. إلا أن العبرة ها هنا ليست الوقوع في الخطأ ، ولكن في العودة سريعاً وفورياً إلى الله وإعلان التوبة والاستغفار بين يديه سبحانه ، ولو تكرر الأمر مرات ومرات ، وعدم اليأس والقنوط ، فالله لا يحب اليائسين القانطين، بل يعتز بالتائبين المستغفرين.. تلك مقدمة أشبه ما تكون بخلاصة لموضوع اليوم ، ولهذا من أراد ألا يكمل القراءة فإنه يمكنه ذلك لأن رسالتي أظنها تكون قد وصلت إليك ، وإن أردت معرفة المزيد ، فإليك بقية الحديث ، حيث يدور مقال اليوم حول قصة امرأة أخطأت في حق زوجها ، شأنها شأن أي إنسان، رجلاً كان أم امرأة. أخطأت في حق زوجها، وانتبهت واعترفت ووعدته ألا يتكرر الخطأ منها، وظلت مخلصة له ولبيتها وأبنائها سنوات طوال ، لكن الزوج ثـبّت الخطأ في ذهنه لحاجة في نفسه ، وسيطر على زوجته إلى درجة الإذلال الكامل ، مستعيناً بخطئها في كل مرة يريد أن يمرر قراراً له ، بحيث تنحني وترضخ وتقبل ولا تناقش، فكانت كما أراد زوجها.. الأمر لم يكن لأيام وأسابيع ، بل ظل لأكثر من عشرة أعوام ! وهي صابرة محتسبة من أجل ألا يفرط عليها زوجها ويغيبه عقله في لحظة ما ويتخذ قراراً هو ما كانت تخشاه طوال السنوات العشر ويهدم به أسرته .. وظلت هكذا الزوجة تشعر بعقدة الذنب هذه طوال تلك السنوات، فهي إن أرادت أمراً له مردود طيب عليها وأسرتها، تتردد في اتخاذ القرار ولو كان صائباً تماماً بسبب عقدتها تلك.. وهكذا عاشت تعيسة لسنوات طوال.. ولنا بقية باقية ندندن حولها بالغد إن شاء الله .