12 نوفمبر 2025

تسجيل

أردوغان وصيد الفقمات

26 نوفمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); انتقد الرئيس التركي أمس في كلمة له في قمة المرأة والعدالة في أسطنبول أولئك الذين يقيمون الدنيا ويقعدونها من خلال تحويل صيد الفقمات إلى قضية عالمية ويسعون بكل قوة إلى جلب التعاطف مع الفقمات البحرية التي تتعرض للصيد وفي الوقت نفسه لا يحركون ساكنا ولا ينبسون ببنت شفة أمام شلالات الدم النازفة من أطفال ونساء سوريا وفلسطين والعراق.لا يوجد شك أنه في كل ذات كبدة رطبة أجر كما يقول الحديث الشريف وأن امرأة سقت كلبا عطشا في الصحراء فنظر الله لها وشكر لها صنيعها وأدخلها الجنة. وأن الإنسان مطالب دوما بالرفق بالحيوان وعدم إيذائه. أو التسبب بالضرر له أو حبسه لكن انقلاب المعايير والنظرة إلى الحياة من زوايا خاطئة تجعل الهرم مقلوبا.أراد أردوغان أن يوصل رسالة إلى أولئك المنقلبة معاييرهم مفادها "لقد كرم الله الإنسان وشرفه بالعقل وجعله أفضل المخلوقات وينبغي أن يتم التعامل وفق هذا الفهم" يا ليتهم صموا آذانهم وكفوا ألسنتهم عن دماء أبرياء تراق دون وجه حق فحسب. ولكنهم فزّعوا العالم بدعوات تهويل صيد الفقمات وتفاخروا بجهودهم من أجل إنقاذ قطة عالقة في حفرة أو ثعلب دخلت في رأسه زجاجةّ! ولكنهم بقوا صامتين عن جرائم الحرب والمجازر بحق النساء والأطفال.فعلى سبيل المثال في كندا هناك جمعية دولية متخصصة في شؤون الفقمات وتقول إنهن يتعرضن لكارثة بسبب تغير البيئة الجليدية وأن على المجتمع الدولي إدانة صيدهن لأغراض تجارية، ولهذا قامت الولايات المتحدة بمنع استيراد أي منتجات من جلود الفقمات. وكذلك أصدر الاتحاد الأوروبي تشريعات بحظر ذلك.وهنا ينطلق التساؤل مني كإنسان وكفلسطيني ألم تتغير البيئة على آلاف اللاجئين الذين نزلت عليهم البراميل المتفجرة في شوارع حلب وحماة وغيرها من المدن السورية، لماذا يتأخر مشروع إعادة إعمار قطاع غزة الذي دكت بيوته طائرات الإف 16 الأمريكية الصنع التي يقودها الطيارون الإسرائيليون والذين أفنوا عائلات بأكملها وقاموا بمحوها من السجلات المدنية.ألا يستجلب هذا شيئا من التعاطف، ألا يحرك شعور وضمير من يقودون دول الغرب الديمقراطي المدني الحضاري، ويا ليت الأمر يقتصر على ذلك بل يقوم هؤلاء بتوفير الحماية وتقديم الدعم للذين يمارسون الجرائم كما تفعل أمريكا مع إسرائيل أو روسيا من نظام الأسد ويستخدمون حق الفيتو في مجلس الأمن من أجل حماية مصالحهم والتغطية على جرائم حلفائهم.الرسالة الثانية التي أرسلها أردوغان إلى أولئك الذين يدعون قيادة النظام العالمي والذين أعمى الجشع أعينهم أيضا، فكل اهتمامهم وتفكيرهم منصب على البترول والبترول فقط، رغم أنهم يروجون لأنفسهم أنهم دعاة الديمقراطية وأهلها إلا أنهم منغمسون في الرأسمالية وإنجاز الصفقات العسكرية واكتشاف النفط والغاز ولا يحركون ساكنا لوأد الديمقراطية في بلدان كثيرة إذا تماشى مع مصالحهم الإستراتيجية.النظام العالمي اليوم الذي تقوده الولايات المتحدة من خلال مجلس الأمن والأمم المتحدة عاجز عن تقديم الدعم للمظلومين لأنه منشغل بدعم الظالمين لكن المشكلة فيمن ينتظر أن يجني من الشوك العنب، هذا النظام ينبغي أن نستمر في تعرية انحيازه للظلم وفضح ازدواجيته وتناقضاته حتى تستقيم الأمور لأن الظل لا يستقيم والعود أعوج.