18 سبتمبر 2025
تسجيلمجتمع يجعل من العلم اهتماماته ومن أولوياته، ودولة تشجع وتهتم بالعلم والعلماء وأهل الاختراع والابتكار وصنّاع المبادرات من أبنائها وشبابها، فعلاً، دولة تشق طريقها وتسير صح نحو التقدم والرقي ومزاحمة على الأقل الدول المتقدمة، وإن كانت هذه الدولة صغيرة في مساحتها وعدد سكانها، والمزاحمة في العلم وصناعته أمر مطلوب ومرغوب ومحبوب والكل يريده. قال تعالى "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون". وإن مما يُثلج الصدر أن تجد من أبناء الوطن العزيز من يهتم بقيم الابتكار والاختراع وصناعة المبادرات الحية النافعة للمجتمع وللأمة بل وللإنسانية، فلم تكن يوماُ من الأيام الاختراعات والابتكارات والحصول على براءات الاختراع والمبادرات حكراً وحظراً وحصرياً على دول معينة وجنسيات محددة بعينها، لم تكن أبداً يوماً كذلك، فهو حق مباح للجميع يشرع ويسير فيه من أراد، لا احد يستطيع أن يغلق عقله وفكره ومبادرته، فالميدان مفتوح للتسابق وللمنافسة الشريفة النظيفة الواعية. "ومن سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة". فنعمة العلم والابتكار والاختراع نعمة وفضل من الله تعالى. ومن يقرأ قصص الابتكارات والدخول في عالم المبتكرين والمخترعين والمكتشفين في القديم من أعلام أمتنا رحمهم الله وغيرهم من رجال الأمم الأخرى، وكذلك في الحديث في مختلف التخصصات وتنوع المجالات، كان لزاماً عليه أن يستخرج منها قيما وأخلاقا وسلوكيات، منها (الهمة العالية والطموح الرائد وخدمة الإنسانية والمسؤولية والانتماء والتواضع واستشعار الأجر والتشجيع والإيجابية والتفاؤل وحب الخير للجميع والعمل والسعي.... ). وكما قيل عن علمائنا رحمهم الله تعالى.."ولو كانت جائزة نوبل على أيامهم لحصل عليها الواحد منهم عشرات المرات". ولم يكن يوماً في خلدهم - رحمهم الله - في ما قدموه للبشرية مباهاة ومباراة ومجاراة ومماراة، وإنما جعلوا هذا كله إخلاصاً له سبحانه وتعالى ومنفعة للجميع، ولا يريدون من أحد جزاءً ولا شكوراً. فليمض أصحاب الابتكار والاختراع من شبابنا حفظهم الله ووفقهم على منهجهم وقيمهم وأخلاقهم، فسيجدون الخير الكثير بإذن الله. "ومضة" اجعل من اختراعك وابتكارك ومبادرتك بصمة مستمرة في حياتك ولا تقف عند رقم واحد فقط، بل اثنين وثلاثة واستمر واطلب العون والتوفيق منه سبحانه وتعالى.