قاطعنا يعنى إيش راح نغير !!

سمعنا وشاهدنا وتأثرنا واعتصرت قلوبنا حزناً وألماً ووجعاً على ما يحدث في دولة فلسطين الحبيبة من قصف وقتل وتدمير، حرب أبادت مستقبل شعب كامل ولا زالوا صامدين ضد الاسرائيليين والصهاينة، ونتابع ردود فعل الشارع العربي ما بين صامت ومؤيد ومعارض لهذه الحرب التى نتفق جميعاً على أنها أضرت بالجميع ولو كانت هناك مفاوضات وهدن لكان الحال أفضل مما عليه الآن، ولكن ما يثير تعجبني واستغرابي ردود فعل البعض في المجتمعات العربية والخليجية خصوصاً باختيار عدم التفاعل، وعدم التأثر لو حتى مشاعرياً، ونقل ردود الفعل هذه للاطفال والجيل الحالي بعبارة (يعني اذا قاطعنا ايش راح نغير؟) الجواب: راح تغير الكثير والكثير يا عزيزي فقطرة المطر تحفر في الصخر ليس بالعنف ولكن بالتكرار، ولدينا مثل شعبي يقول (كثر الدق يفج اللحام ) بمعنى كثر الضرب المتواصل والطرق يفك لحام الحديد الصعب، أي اذا تكاتفنا جميعاً وقاطعنا جميعاً فسوف نؤثر على اقتصادهم ونخسف بهم الارض كما فعلوا بالشعب الفلسطيني، صحيح أنها حرب منذ الأزل كانت ولازالت حتى قيام الساعة، ولكن محزن جدا رؤية ردود الأفعال واللامبالاة، واختيار الصمت وعدم التفاعل حيال ما يحدث، وأقلها أن استبدل قهوة استار بكس بأي قهوة أخرى فلن تموت من الجوع اذا لم تشرب من هذه القهوة، ولكن هناك دماء الأبرياء التي ستتلطخ برقبتك جزاء لا مبالاتك حيال المقاطعة وتمسكك بعاداتك اليومية التي تستطيع استبدالها بسهولة. ولكن لله الحمد والمنة هناك من ردود فعل من مجتمعات قامت فعلياً بالمقاطعة، وتشير التحليلات الاقتصادية التى صدرت من موقع قناة الجزيرة الأخبارية أن الشيكل الإسرائيلي يسجل أطول سلسلة خسائر منذ 39 عاماً، وتسارع خروج المستثمرين من صناديق اسرائيل بعد تصاعد الصراع مع غزة، وغيرها من الأخبار الاقتصادية التي تؤكد أهمية وتأثير دور المقاطعة ابتداء من كوب قهوة صباحي إلى كل شيء نستهلكه وتعودنا على استهلاكه له علاقة بمنتجات المستوطنات الإسرائيلية أو مدعوم بالكيان الصهيوني. خاطرة،،، (لا نقبل الكيل بمكيالين والتصرف كأن حياة الأطفال الفلسطينيين لا تحسب وكأنهم بلا وجوه ولا أسماء، نقول كفى ولا يجوز أن تمنح إسرائيل ضوءاً أخضر غير مشروط وإجازة غير مقيدة بالقتل) من خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في افتتاح مجلس الشورى بالدورة 52 لعام 2023.