19 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا تريد في الجنة؟

26 أكتوبر 2016

قد يبدو السؤال غريباً! أو هكذا قد يبدو للوهلة الأولى. وربما البعض يقول: لم لا يكون سؤالاً طبيعياً ومنطقياً؟لكن هل نحن بمنزلة تسمح لنا أن نحدد ما نريده في الجنة؟أليس مثل هذا الأمر بيد الخالق عز وجل؟.لاشك أن أمر دخول أي إنسان إلى الجنة يرجع إلى المشيئة الإلهية، ولا خلاف على ذلك مطلقاً. لكن جواب التساؤل أعلاه يكون للإنسان دوره المهم فيه، أي إنه هو من يحدد رغباته وأمنياته في دار الخلود.حتى تتضح الصورة، حاول أن تتأمل الجنة ودرجاتها المختلفة. أليست هناك درجات للأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين إلى آخر قائمة الموحدين، وصولاً إلى آخر من سيدخل الجنة، كما في الحديث، حين يقول الله -عز وجل- له: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل عشرة أمثال الدنيا!. كيف صار إذن كل أولئك إلى درجاتهم تلك؟ إنهم هم من أرادوها، فقاموا باتخاذ ما يلزم لبلوغ تلك الدرجات، ليس أكثر. هم من خططوا لتلك النهايات السعيدة. إنك من يقرر ما يريد في دار الخلود. نعم، إن أردت معية الأنبياء والصديقين والشهداء، فالأمر يعود إليك، وإن كنت ترضى بأقل من ذلك، فالأمر إليك أيضاً.الجنة دار خلد لا تعرف للفناء معنى، فيها ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وهي حقيقة نؤمن بها. هي مفتوحة لك، تحدد المساحات المطلوبة والدرجات العلى المرغوبة. كل ما عليك القيام به لدخول هذه الدار أولاً، هو تنفيذ ما أمرك خالقك به ليس أكثر، فإن أردت بعد ذلك أن تقرر موقعك فيها، ستأتي حينها مسألة المنافسة مع المتنافسين. كيف؟.بعد أداء الصلوات المفروضة، هناك السنن الرواتب. بعد الزكاة الواجبة هناك الصدقات الجارية. بعد رمضان هناك أنواع الصيام المختلفة. بعد الحج هناك العمرة. أضف إلى تلك القائمة الإيمانية، كل فضائل وخيرات الأعمال ومكارم الأخلاق. القائمة طويلة. اختر منها بحسب رغبتك في تحديد نهايتك السعيدة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.