18 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); نحن في الكويت لن ننسى الوقفة الشجاعة للشيخ خليفة بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر السابق الذي انتقل إلى جوار ربه، فهذا الرجل الشجاع شارك بقوات برية وبحرية وجوية تعادل٢٣٪ من إجمالي القوات المسلحة القطرية للمساهمة في حرب تحرير الكويت من الاحتلال العراقي الغاشم. وهي خطوة تكرس حكمة وحنكة هذا الراحل الكبير، الذي أسهم وبقوة في تأسيس مجلس التعاون الخليجي في عام ١٩٨١وكان من الداعمين له. الشيخ خليفة رحمه الله هو سادس أمير لدولة قطر حيث تولى الحكم من عام ١٩٧٢ إلى عام ١٩٩٥عندما انتقل الحكم إلى الشيخ حمد بن خليفة -أمد الله في عمره- والذي قاد قطر نحو التألق وجعلها من أكبر منتجي الغاز في العالم، والذي أعلن في يونيو ٢٠١٣ تنازله عن الحكم لصالح نجله صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد الذي سار على نهج والده من توظيف إمكانات قطر الاقتصادية والمالية للمزيد من النجاح والتميز.الشيخ خليفة رحمه الله هو من أنهى الانتداب البريطاني في ٣ سبتمبر ١٩٧١ قبل أن يتولى سدة الحكم في ٢٢ فبراير ١٩٧٢.التقيت الراحل الكبير أول مرة بمناسبة أول قمة خليجية تعقد بالدوحة عام ١٩٨٣، وكانت الاستعدادات على قدم وساق يقودها الشيخ خليفة رحمه الله ويعاونه الشيخ حمد بن خليفة ولي العهد آنذاك. عندما تشرفت بلقائه في مكتبه وكنت يومها رئيسا للقسم الخليجي في جريدة القبس، سألني: هل زرت مقر المؤتمر في الشيراتون؟ قلت له: نعم. فقال لي: علمت أنك غطيت القمم الخليجية السابقة كلها. قلت له: نعم يا صاحب السمو.. ولكن هناك "عيب". هنا نظر لي رحمه الله نظرة ممزوجة بالاستغراب والدهشة وهي نفس النظرة لمدير مكتبه الأستاذ عيسى الكواري. فقلت لسموه رحمه الله: العيب يا صاحب السمو.. أنكم لم تتركوا لنا "عيبا" ننتقده. فضحك سموه رحمه الله وأثنى على ملاحظتي. وقال لي "بوطلال" الأستاذ عيسى الكواري بعد تشرفي بلقاء الشيخ خليفة، جرأتك أعجبت الشيخ وأعجبتني. فقلت له: هذا وسام منه ومنك.في عام ٢٠٠٢ التقيت سموه بالصدفة في فندق اكسيلسيور في روما، كنت بإجازة الصيف مع أسرتي وكان رحمه الله مقيما بالفندق ومعه عدد من بناته وأحفاده، عندما عرفته بنفسي وطبيعة عملي فاجأني رحمه الله بلقائي معه قبل قمة الدوحة الخليجية الأولى وقال لطبيبه الجزائري الذي كان يجلس معنا تفاصيل اللقاء.. وذهلت من ذاكرته الحديدية رحمه الله.كان قائدا معجونا بحب قطر وممزوجا بالرفعة والشموخ لها. وهي صفات كريمة ورّثها لأنجاله وأحفاده، وفي مقدمتهم الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة وصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد حفظهما الله. رحل الشيخ "العود" إلى جوار ربه، والألم يعتصر القلوب لفراقه، ولا نملك إلا الدعاء له بالرحمة، وللشيخ حمد بن خليفة والشيخ تميم بن حمد بالعمر المديد.