15 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يؤمن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وزعماء بيت إسرائيل والأحزاب اليمينية الأخرى بـ"إسرائيل" من النيل إلى الفرات دولة يهودية ويرفضون حل الدولتين ولذلك استمرت سياسة الاستيطان حتى صار عدد المستوطنين في القدس والضفة الغربية نحو 650 ألف مستوطن، كما استمر تهويد القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلة ورغم سخط الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي الظاهر المزعوم إلا أنهم لم يتخذوا خطوات عملية لوقف الاستيطان ومنع الإجراءات المتسارعة نحو تطبيق فكرة الدولة اليهودية ولا يزال الجانب الإسرائيلي المغتصب لأرض فلسطين يطالب الجانب الفلسطيني بأن يعترف بإسرائيل "دولة يهودية"، وأنها "وطن الشعب اليهودي". وتبدو خطورة الفكرة من كونها تحرم اللاجئين الفلسطينيين الذين شردتهم المنافي ونأت بهم الدروب داخل فلسطين وخارجها من حقهم الأساسي في العودة. كما يهدد حل الدولة اليهودية وجود فلسطينيي 48 ووجود الفلسطينيين أنفسهم، حيث لا تعترف الأحزاب الإسرائيلية يمينها ويسارها بحقهم في الوجود و يدعو مشروع دولة القومية الى أن يكون الحق في الحصول على الأرض والمسكن هو لليهود أولا، دون ذكر لحق أهل البلاد وأصحابها الفلسطينيين. وبإختصار فإن الأحزاب اليمينية والمتطرفة ترى أن وطن الفلسطينيين ليس إلا أعالي الفرات، أي خارج نطاق فلسطين التاريخية ولقد ظل شعار تكتل الليكود لفترة طويلة "ولا شبر للفلسطينيين" وفكرة الدولة اليهودية تعني في نهاية المطاف طرد نحو مليون ونصف المليون عربي إلى خارج حدود فلسطين التاريخية في إطار تبادل أراض وإعادة توزيع للسكان وتفاهمات مع دول عربية وبحسب السياق التاريخي للسياسات الغربية، فلن تعارض الولايات المتحدة ولا الاتحاد الأوروبي التطبيق العملي لفكرة الدولة اليهودية إذا ما سن الكنيست تشريعا بهذا الصدد وهي فكرة مؤكدة للعنصرية وللدولة الثيوقراطية الدينية في القرن الواحد والعشرين، مما يعني فشلا لليبرالية الغربية التي من مبادئها فصل الدين عن الدولة وإعمال العقل ونبذ الأسطورة وفي الوقت نفسه فإن فكرة الدولة اليهودية تمثل انحرافا عن جوهر المسيحية التي تعتبر مملكة الله كيانا روحيا لا كيانا جغرافيا له حدود وقد أوردت جريس هالسل في كتابها "النبوءة والسياسية" حوارا بين البابا بيوس العاشر وتيودور هرتزل في عام 1903 أثناء زيارة الأخير للبابا لكسب موافقته على المشروع الاستيطاني الصهيوني في فلسطين، لكن البابا رفض بشدة وقال: "لا نقبل ذلك ولا نطيقه"، فقال هرتزل: لكن يا قداسة البابا، لقد عانى اليهود وتألموا بفظاعة ولا أدري إذا كنتم قداستكم ملمين بما حاق باليهود وبحالتهم السيئة، المضطهدون يريدون أرضا. فأجابه البابا: ولماذا الإصرار على القدس؟ لقد دمر هيكلكم إلى الأبد، أم أنكم تريدون إعادة بنائه، وتقومون بالمذابح وتقديم الضحايا كما اعتدتم أن تفعلوا في الماضي.وللأسف الشديد فإن أوباما رئيس أكبر دولة في العالم قبل بفكرة الدولة اليهودية وقال في خطاب سابق له أمام الأيباك: "أي اتفاقية مع الفلسطينيين يجب أن تحترم هوية إسرائيل كدولة يهودية ودولة ذات حدود آمنة سالمة ومحصنة والقدس ستبقى عاصمة لإسرائيل ولن تقسم".ولعل فكرة الدولة اليهودية المسيطرة على أذهان الأحزاب الإسرائيلية وقادتها وهذه الحكومة العنصرية المتعصبة وهذا الائتلاف البغيض المقيت هو ما أغلق أبواب جميع المفاوضات والحلول والتسويات وشجع المستوطنين على قتل الفلسطينيين وحرقهم واقتحام منازلهم وتوزيع المناشير التي تطالبهم بالرحيل عن بلدهم وبلد أجدادهم واقتحام المسجد الأقصى ومحاولة الاستيلاء عليه وبناء الهيكل المزعوم فوق أنقاضه واعتبارهم فلسطين دولة يهودية لا مكان للعرب فيها. والعرب مطالبون بالوقوف مع إخوانهم الفلسطينيين للحيلولة دون تطبيق هذه الفكرة، كما أن المجتمع الدولي هو الآخر يتحمل الجانب الأكبر من المسؤولية حين بارك أو سكت عن هذه الفكرة التي تجعل من الدين قومية وقطعة جغرافية لها حدود.