17 سبتمبر 2025

تسجيل

جاء فحدثني عن تايلاند (2-4)

26 أكتوبر 2015

ونواصل الحديث معه عن زيارته لمملكة تايلاند ومشاهداته:أما عن المستشفى فقال كان مريضنا يرقد في Bumrungrad International Hospital وهو مستشفى متقدم في خدماته عالية المستوى. يقول ما رأيت طبيباً ذا بطن كبير "مكرش" خلال الفترة التي كنت فيها، الكل في هندام واحد تقريباً، الطبيب يهتم بمريضه، هذا ما حدث لنا لم يمر علينا يوم إلا ويأتي الطبيب للمريض يسأل عنه ويتابعه حتى في الإجازات- بدون مبالغة-، وبالإمكان أن تذهب إليه في عيادته وتقابله بدون موعد فقط عليك الانتظار قليلاً، وإذا لم يحضر الطبيب في اليوم التالي يخبر المريض أومن يرافقه أنه لن يحضر في ذلك اليوم. قمة في احترام المريض. أما عندنا لا تكاد تراه في الإجازة أو يأتي على المريض الموجود في المستشفى أيام لا تكاد تراه-ولا نعمم- وإذا سألت عنه متى سيأتي إلى مريضه فلا مجيب! ولكن هذا هو الحاصل والواقع عندنا وبدون مبالغة، وكررت عليه قلت: له أرجوك لا تبالغ في حديثك. فرد علي إن شاء الله، الطبيب إذا لم يأت للمريض في غرفته أتاه إلى مركز العلاج الطبيعي يسأل عنه إذا كان يتلقى المريض العلاج الطبيعي، عند تقديمك وصفة الدواء للصيدلية تنتظر وتأخذ أدويتك بنظام لا تدافع ولا اكتظاظ ولا فوضى عند الانتظار أمام الصيدلية، كما هو الحال عندنا. وجدت المرافقين مع المرضى عدة أصناف، فمنهم من يلازم المريض ولا يتركه ويقوم على خدمته وشؤونه طوال فترة تواجده في المستشفى، والصنف الثاني إذا كان مريضه امرأة إذا بإحدى قريباته تنام معها في المستشفى لرعايتها والاهتمام بها والمرافق الآخر رجل يقوم على شؤونهما وينام في الفندق ويعود إليهما في الصباح الباكر ولا يخرج من عندهما إلا بعد صلاة العشاء تقريباً. والصنف الثالث يكون المريض كبير السن رجلا وترعاه خادمة أحضرها معه، وإذا بالابن ينام في إحدى الفنادق فهو لم يتعود أن ينام في المستشفى، وقد يكون معه أسرته صحبها معه. ولك أن تتأمل هذا مرافق مريض أو جو سياحة. والصنف الرابع مريضه يرقد في المستشفى ولا يأتيه إلا في وقت الظهيرة أو بعد المغرب ويخرج من عنده في فترة العشاء ثم يمضي بعد ذلك للسهر مع الربع، فهو أخذ رحلة مرافق للاستجمام مع الربع أو مع أسرته-ولا نعمم-. والصنف الخامس مرافق مع مريض فقط مسمى مرافق، والمريض في المستشفى مع مرضه وأوجاعه وآلامه والمرافق في وادٍ آخر. وقد تكون هناك أصناف أخرى لم أشاهدها. يقول رأيت بر الأبناء بآبائهم وأمهاتهم، ورأيت آباء مع أبنائهم المرضى وكذلك أمهات، وشاهدت الزوج يقف بجانب زوجته في مرضها ومحنتها، والزوجة تقف مع زوجها في مرضه ومحنته، مشاهد فيها من البر والعطف والحنان والدفء وبعث الأمل في نفوس المرضى، ومازال الناس والحمد لله فيهم خير -لله درّهم-. " ومضة " نلتزم بالنظام إذا كنا في خارج بلدنا ونصبر ونتقيدّ بالأنظمة بكل احترام ولا نتجاوزها، ولكن إذا كنا في الوطن فلا صبر ولا قدرة على الانتظار، والتأفف والضجرعلى وجوهنا فالكل مستعجل. ما هذا التناقض-ولا نعمم-؟ الالتزام والنظام قيمتان لا تعرفان الانفصام والتناقض، وليس لهما وطن فهما في كل مكان.