17 سبتمبر 2025

تسجيل

ملتقى الإعلام الإلكتروني.. صناعة الموثوقية

26 أكتوبر 2014

ظل الاختلاف في تقرير مصير الصحف الورقية ومستقبلها مابين الاستمرار والاندثار معلقاً في ختام ملتقى الإعلام الإلكتروني الذي عُقد في الإحساء الأسبوع الماضي بمبادرة وتنظيم من صحيفتنا الإلكترونية الناشئة "الإحساء أون لاين" والتي تحول اسمها أثناء افتتاح فعاليات الملتقى إلى موطن الأخبار استجابة للقرار الرسمي السعودي الذي يستبعد المسميات المناطقية والطائفية سعياً في توسيع نطاق عمل هذه الصحف وأهدافها والتي يربو عدد المرخص منها في البلاد إلى أكثر من 250 صحيفة لتعمل ضمن بوتقة الإعلام وحرفيته دون قيود المكان وفكر فريق العمل في كل منها. وعودة إلى الملتقى الذي كان أبرز المتحدثين في افتتاحيته التي أقيمت في رحاب جامعة الملك فيصل وحضرها المئات من الطلبة والشباب الدكتور عبدالله الجاسر نائب وزير الإعلام السعودي وهو رجل الإعلام المخضرم وممن يسهمون ويؤثرون بقوة في القرار الإعلامي وطبيعة توجهاته حيث قال إن المملكة أسوة بمعظم الدول العربية لم تبادر في التعاطي مع وسائل الإعلام الحديث مبكراً حيث فرض الإعلام الإلكتروني نفسه كقوة ناعمة وواقعاً إعلاميا جديداً وشكل تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية متسارعة في كل العالم. وعلى هامش جلسات الملتقى كان الجاسر يُبشر بتحول جذري في التعامل الرسمي مع هذا النوع من الإعلام والأخذ به نحو الواجهة بينما كانت الجلسات تشكل نموذجاً للصراع بين جيلين تختلف مفاهيم وعادات كل منهما في التعاطي مع عصر الرقمية وتسارع الخبر. كانت الجلسات الأربع في الملتقى تستقطب الفكر العالمي بكل أبعاده في مجال الإعلام وتستحضر التجارب والدراسات العالمية والمحلية لتبرهن للجيل المتقدم والمتمسك بالنمطية التقليدية أهمية هذا الحضور النوعي الذي يتعامل مع المهنة الصحفية بنكهة تفتقد رائحة الأحبار وأصوات المطابع وتستلزم إعادة برمجة الفكر المتلقي بما يحد من خطورة المد التقني وما يحمله لقلب المفاهيم والموازين المعتادة للمجتمعات بعد أن تجاوزت الرقمية كل الحدود وغدت ترسم للعالم أطراً جديدة بدلت حتى من سياسات الدول والمستثمرين في هذا القطاع الضخم. أيضا الملتقى كان مدعوماً من كبريات الشركات العالمية في عالم الرقمية إدراكاً منها أن المستقبل في كل مكان سيكون لهذه الصناعة التي نؤمن بها دون أن نفسح لحضورها المجال وحدود التلقي المناسبين، فقد انتقد المتحدثون استمرار بعض السياسات الإعلامية وطالبوا بأن يكون الدعم للصحف الإلكترونية الناشئة ليس صورياً وليس بالضرورة أن يكون مادياً صرفاً بل يجب أن يفسح لها المجال في الحضور والقبول أسوة بالصحف الورقية لتكون ذات عمل مؤسسي موثق يمكنه التعاطي مع السوق بما يحقق استمراريته ونماءه. وحقيقة كان الملتقى تجمعاً كبيراً لرموز الإعلام وتقنياته، تناقشوا كثيراً وطرحوا هموماً جمة لمواجهة القادم في عصر الرقمية الذي تتخلله انتهازية واسعة تشن حروباً فكرية تستهدف اختطاف المشهد وتجيره لصالح التوجهات المغلوطة، لذلك كانت الرسالة الأبرز في توصيات الملتقى هي الأخذ بالحرفية وتمتين الثقة مع المتلقي لتكون رسالة الإعلام الإلكتروني كما هي سريعة واضحة وذات موثوقية.