17 سبتمبر 2025

تسجيل

السيطرة على الألم!

26 أكتوبر 2014

أرادت زوجة عزيز مصر أن تراود فتاها عن نفسه، وهو يومئذ نبي من أنبياء الله المعصومين، يوسف عليه السلام. لكنه أبى ورفض، وانتشر خبره في المدينة، وصار حديث المجالس، لاسيما مجالس النساء، حتى ضاقت زليخة، زوجة العزيز من الأمر، فدعت مجموعة من علية القوم من النساء لحفل في منزلها وجاءت بأطعمة متنوعة ، لابد من السكين في التعامل معها. طلبت من يوسف الخروج عليهن في المجلس وهن منهمكات في تقطيع بعض الأطعمة أمامهن ، لكن شدة جمال يوسف أبهرهن كما لو أنهن أعطين حقن من المخدرات أو المسكنات التي لا يشعر المرء بما حوله وتتعطل الأحاسيس عن أي نوع من المشاعر سوى شعور واحد فقط ، وهو ما جعل النسوة يقطعن أيديهن أثناء قطع ما كان معهن من أطعمة ساعة خروج يوسف عليهن، وسرت بنفوسهن مشاعر من تلك التي كانت عند زوجة العزيز ، وانتهى المشهد بخروج النبي يوسف وتحقق لزليخة ما كانت ترمي إليه وبقية التفاصيل المعروفة التي يمكن الرجوع إليها لمن أحب الاستزادة في القصة والتفسير ، إذ ليس المجال هنا لسرد القصة، ولكن أخذنا مشهداً منها للدخول الى عالم الألم والسيطرة عليه.. في عالم الطب والصحة، عادة نسيطر على الألم المادي في الجسم بالمسكنات المختلفة في النوع والقوة ، كتلك المستخدمة في العمليات الجراحية أو أنواع الألم مثل الصداع وغيره من آلام معروفة.. أما النفسية فالمسكنات غالباً لا تكون كيماويات بقدر ما هي إيمائيات ، تعتمد على يقين وايمان الشخص نفسه بدين أو عقيدة ، بغض النظر هنا عن الدين أو المعتقد. لكن المهم ها هنا الذي نريد التحدث عنه اليوم ، هو ذاك النوع من المسكّن الذي يكون أو يتم إنتاجه من الجسم تجاه عملية مادية نحو الجسم نفسه، مثل ذاك الذي جاء في المثال أعلاه وقصة النسوة مع النبي يوسف عليه السلام .. وهو ما سيكون حديثنا بالغد إن شاء الله..