17 سبتمبر 2025

تسجيل

الإسلام الذي يريده الغرب "1"

26 أكتوبر 2013

قال صاحبي: إن الإسلام الذي يريده الغرب يتمتع بعدة صفات لابد لهذا الدين أن يتصف بها منها: العلمانية، والليبرالية، والديمقراطية، والتعايش مع الآخر. قلت: هلا حدثتنا عن العلمانية والإسلام العلماني؟ قال: نعم وبكل سرور. العلمانية هي حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس عن الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بالحياة الدنيا وحدها، وذلك أنه لدى الناس في العصور الوسطى رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا، والتأمل في الله واليوم الآخر، ومن أجل مقاومة هذه الرغبة صارت العلمانية تعرض نفسها من خلال النزعة الإنسانية: حيث بدأ الناس عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية البشرية، وبإمكانية تحقيق طموحاتهم في هذه الحياة القريبة، وظل الاتجاه إلى العلمانية يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله باعتبارها حركة مضادة للدين ومضادة للمسيحية. ويعترف عدنان حسين أن العلمانية مصطلح غامض في الفكر السياسي والاجتماعي، ولكي نفهم طبيعة هذا النوع من الإسلام العلماني ننقل ما يعرف باسم بيان سانت بطرسبرج. قلت: ما فحوى هذا البيان؟ قال: هو بيان أصدرته طائفة من العلمانيين في أبريل 2007م، ليشرحوا طبيعة دينهم الذي يؤمنون به وحددوا أهم ما يؤمنون به في الآتي: - نحن العلمانيين المسلمين نؤكد على حرمة حرية الضمير الفردي، ونحن نعتقد في المساواة بين جميع البشر، ونحن نصر على فصل الدين عن الدولة واحترام حقوق الإنسان العالمية. - نجد تقاليد الحرية والعقلانية والتسامح في تاريخ مجتمعاتنا ما قبل الإسلام. - هذه القيم لا تنتمي إلى الغرب أو الشرق، بل هي تراث مشترك للأخلاق البشرية. - نحن ندعو حكومات العالم إلى رفض الشريعة الإسلامية، والمحاكم الشرعية، وحكم رجال الدين، وربط الدولة بالدين، ومعارضة كافة العقوبات المفروضة بسبب الكفر والردة. والمثير في الأمر أن الموقعين وعلى رأسهم مجدي علام، قد شاركوا قبلها في مؤتمر في فلوريدا بعنوان "القمة الإسلامية الإصلاحية"، ويهدف المؤتمر إلى إعادة تفسير القرآن وعلمنة الإسلام، وقال البيان الصحفي الخاص بهذا المؤتمر: إن المؤتمر ناقش التفسيرات العلمانية للإسلام وأهمية الحاجة لنقد القرآن. بعد أن حدثتنا يا صاحبي عن العلمانية والإسلام العلماني، نرجو أن تحدثنا عن الليبرالية والإسلام الليبرالي. قال صاحبي: الليبرالية هي درة الفكر الغربي؛ فهي في نظره أرقى مستوى للفكر الإنساني، ويتمحور مصطلح الليبرالية حول حقوق الفرد في الحياة، والملكية والحرية والمنفعة. فأفكار الليبرالية في الفكر الغربي خمسة هي: الفردية، والحرية والتعددية، والرأسمالية والعقلانية. ولذلك: فإن مصطلح الإسلام الليبرالي يراد به فرض هذه المكونات الخمسة بكل أبعادها، والعجيب أن شخصيات رسمية دينية في عواصم عالمنا الإسلامي أصبحت تتبنى مفهوم الإسلام الليبرالي، ففي مقال كتبه علي جمعة – مفتي الديار المصرية – في صحيفة الواشنطن بوست قال فيه: "عندما بدأ بناء مصر الحديثة ظلت القوانين إسلامية الجوهر، وأن ذلك حوّل مصر إلى دولة ليبرالية يحكمها نظام ديمقراطي ولم يعترض عليه أحد من علماء مصر". وأن الشريعة الإسلامية تسعى إلى تحقيق الحرية والكرامة في سياق ديني. هذا وللحديث بقية إن شاء الله. وبالله التوفيق.