11 سبتمبر 2025
تسجيلشكل هذا المبدع مع رفقائه حلقة من حلقات الابداع.. ومن المؤسف أن اكثرهم قد غاب عن ساحة الشعر . ذلك ان النموذج المتفرد من الصعوبة بمكان ان يترك الساحة . هذا الشاعر يحمل فوق كاهله ارث الماضي . فهو رفيق الملك الضليل عبر انتقالاته المكانية .. وهو رفيقه في ممارسة اللهو واللعب . نعم علقت بذاكرته ترانيم الملك الضليل سواء في لحظة شاعرية "ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة" أو لحظات الواقع المؤلم وهو يناجي صاحبه "بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه" هو أيضاً يرافق طرفة بن العبد ولا يهرب كالمتلمس .. بل يجد في معلقته رائحة البيد والصحاري . ويناجي ذات الاطلال .. "لخولة أطلال" سنوات وهو يتمزج بالماضي . لا فرق بين لبيد أو زهير أو عنترة .. ويرتمي لاحقاً في احضان عمر بن ابي ربيعة .. ولا يملك الفكاك من أسر النخعي .. نعم هنا مربط الفرس . المتنبي.. فهو يقف عبر لغة الضاد في كمالية المفردة . أم يرتمي مثل اقرانه في احضان المفردة المرتبطة برائحة الأرض والبحر والناس البسطاء . هذا هو محمد علي المرزوقي . سنوات وسنوات وهو يتهرب . وكأنما الاصدار قدر يلاحقه . وغاب مع الاسف من النشر ، ابتعد مع ابتعاد زملاء المرحلة . عبدالله المرسل المري، مذكر آل شافي ، موسى الخليفي ، احمد المسند ، وعشرات الاسماء . وإن كان هذا الفتى الضامر لا يمكنه الفكاك من اسر القصيدة .. مرة أخرى ارتبط بوشائج مع محمود درويش وقاسم حداد ، بدر شاكر السياب ، ادونيس وعشرات الاسماء ارتمى في احضان الحلاج وسهرودي القتيل وابن الفارض . وكان السؤال متى تقدم للقارئ نتاج رحلتك . ذلك ان العمر يطوي اجمل سنوات العمر .. في لحظة غير واقعية قال .. سوف اصدر ديواني .. ورافقه كعادته لحظات الصمت .. ولكن هل بمقدوره ان يصمت طويلاً ؟ في لحظة تصالح مع الذات حلق بنوارسه بعيداً في الفضاءات . لماذا النوارس هذه الطيور المسالمة التي تشكل لوحات رائعة وهي تلهو مع السيف . وتزين اشرعة السفن في جل موانئ الخليج . ترتفع .. لتهبط حتى يتخيل انها تعانق البحارة . فضاؤها السماء وزرقة المياه .. للنوارس حكايات مثل حكايات المرزوقي .. الارتباط بين زرقة السماء والماء .. وبياض الاجنحة.. وغموض حركاتها . من هذه الحركات تجسّد في ذاكرتنا . هروب هذا الشاعر من الاجابة الازلية .. متى تصدر ديوانك ؟ كانت الاجابة دوماً هروباً من السؤال.. وللكلام بقية . [email protected]