11 سبتمبر 2025

تسجيل

هكذا أنصف الإسلام المرأة

26 سبتمبر 2015

قال صاحبي: أقر القرآن الكريم مشاركة المرأة للرجل في الإنسانية في جزء مخلوق منه ثم هي شريكة في بث الحياة البشرية على هذه المعمورة، وتجلى ذلك بقوله تعالى: "ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا".كذلك قرر القرآن استقلال المرأة عن الرجل وأنها مسؤولة عن نفسها مسؤولية مستقلة عن الرجل وأنها تثاب على عملها الصالح ثوابا كاملا لا ينقص شيئا عن ثواب الرجل قال تعالى: "ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيراً".. وألغى القرآن الكريم ما جرت عليه التقاليد في الجاهلية من حرمان المرأة من التملك فأقر لها هذا الحق وجعله حقاً لها في قوله تعالى: "للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن" فقرر الإسلام لها حق الملكية والإفادة بالكسب وقد أثبت هذا الحق للمرأة في جملة مستقلة، بقوله تعالى: "وللنساء نصيبٌ مما اكتسبن"، ولم يقل جل شأنه: "للرجال والنساء نصيب ما اكتسبوا" فأفاد بذلك استقلال المرأة في حقوقها عن الوصاية وأنها في أصالة هذا الحق كالرجل سواء بسواء فأقر لها حق التصرف بنفسها وألغى ما كانت عليه الجاهلية في ميراث النساء فكانوا إذا مات الرجل جاء أحد أقربائه وسبق إلى امرأة الميت وألقى عليها الخمار فكان أولى بها من نفسها.. حيث قال تعالى: "لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها.." وهكذا مازال القرآن يعلي من شأن المرأة ويغرس في نفسها الثقة والإيمان بحقوقها حتى أصبحت تقف أمام الخلفاء موقف الجسارة دفاعاً عن تلك الحقوق وتصحيحا للخطأ فيها.كما رفع القرآن من منزلة المرأة الأدبية واستنقذها من الحضيض وبوأها الأوج فبقيت في سماء المجتمع الإسلامي شيئاً مقدساً تتطاول إليه الأنظار بالحماية والرعاية.. فهي في هذا الجو من الاحترام والتقديس وتمتعت بنعمة الإسلام.. وتطورت المكانة التي كانت تشغلها المرأة وتحررت من عصور الاستلاب والاستغلال وتمتعت بمكانة مهمة في المجتمع، حيث ساواها مع الرجل وأعطاها معظم حقوقها في كل شيء لذلك نرى أن المرأة هي الأساس في المجتمع، وقد لاقت اهتماماً كبيراً منه لدرجة أنها تشكل نصف المجتمع.ومن هذا كله يظهر لنا: أن الإسلام قد خفض للمرأة جناح الرحمة وشملها في جميع تشريعاته بعطف كريم ورعاية رحيمة وسما بها إلى منزلة رفيعة لم تصل إلى مثلها في أي شريعة أخرى من شرائع العالم قديمة وحديثة.. وساوى بينها وبين الرجل في معظم شؤون الحياة ولم يفرق بينهما إلا حيث تدعو هذه التفرقة طبيعة كل من الجنسين مراعاة الصالح العام وصالح الأسرة وصالح المرأة نفسها.وبالله التوفيق.