07 أكتوبر 2025

تسجيل

الكهرباء.. مقطوعة !!

26 سبتمبر 2013

تعرفت على صديق من العراق الشقيق عبر الفيسبوك وبدأت أتحدث معه عن العراق وقضايا الأمة العربية ونتبادل الآراء والأفكار وكم كنت سعيداً بما يحمله هذا الصديق من فكر قومي عربي بعيداً عن الطائفية والعرقية والمذهبية وشعرت بأنه وطني بامتياز وهو إعلامي لكنه يكتب لنفسه ويحتفظ بما يكتب وتمنيت عليه لو ينشر ما يكتبه وهذا حديث يمكن أن أعود إليه في مقال آخر .. لكن المفاجأة التي حدثت وتحدث دائماً أثناء حديثي معه أنه يغيب فجأة أثناء حديثنا.. وعندما يعود أسأله أين ذهبت.. يقول لي.. الكهرباء انقطعت.واستمررنا بالتواصل كلما سنحت لنا الفرصة ولكن في كل مرة نتحدث مع بعضنا البعض تنقطع الكهرباء.. يعني في يوم واحد حاولت الاتصال به عدة مرات وحاول أيضاً عدة مرات.. ولكن الكهرباء انقطعت أيضاً عدة مرات.من يصدق أن الكهرباء تنقطع في العراق وفي العاصمة بغداد عدة مرات في اليوم.. شيء لا يصدق إذا علمنا أن العراق يعوم فوق بحر من النفط والغاز.. وإذا علمنا أن العراق الشقيق يملك من الثروات البشرية والمادية ما يؤهله لأن يكون من أغنى الدول العربية.. وكان قبل الغزو والعدوان الأمريكي كذلك رغم الحصار الذي فرض عليه.. كان العراق الشقيق غنياً بثروته وغنياً بأفكار شعبه المبدع.. وغنياً بكل شيء.. وجاء الاحتلال وقتل مليونا ونصف المليون وشرد أكثر من أربعة ملايين وشوه المواليد في الفلوجة بالفوسفور الأبيض وحطم الجسور ودمر مولدات الكهرباء وعاث باقتصاد العراق ونهبه هو والعملاء الذين جاؤوا على ظهور الدبابات الأمريكية.ورغم أن المقاومة العراقية الباسلة طردت الاحتلال الأمريكي، إلا أن العراق الشقيق لا يزال يعاني من آثار هذا الاحتلال المتمثل ببقايا هذا الاحتلال وهم الذين يحكمون العراق الآن.. لهذا لن يعود العراق إلى دوره الوطني والحضاري والقومي العربي إذا لم يتخلص من آثار الاحتلال وعندها لن يقول لي صديقي مرة أخرى.. الكهرباء مقطوعة.