12 سبتمبر 2025
تسجيلالحياة خزانة مغلقة، ونحن جميعا في حاجة ماسة إلى معرفة ما فيها، وليس لها سوى مفتاح واحد هو العمل، في القرآن المجيد اقتران شبه مطرد بين الإيمان والعمل الصالح، وذلك لأن الإيمان يسبق العمل الصالح، قال تعالى في سورة العصر: (.... إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). فالإيمان يمنحنا الرؤية، ويدلنا على النهج، والعمل هو الجواد الذي سيمتطيه لقطع ذلك النهج، أشعر يا معشر الشباب أن الله تعالى زود الإنسان بامكانات هائلة، وأتاح لهم فرصا عظيمة، لكنهم لا يستفيدون منها على الوجه المطلوب. قال صاحبي: لماذا؟ قلت: هنا جملة أسباب من أهمها: الكسل، وانحسار الطاقة الروحية المطلوبة للاستمرار في بذل الجهد وقد أعجبني قول أحد الحكماء: "ليس الإنسان ضئيلا، لكنه كسول إلى حد بعيد"! لا يؤذيني منظر مثل ما يؤذيني منظر شاب محبط عاطل عن العمل، يطلب نفقة من أبيه المرهق! كافحوا أيها الأبناء من أجل العثور على عمل تحبونه، فإذا وجدتموه فاهتموا به واتقنوه، وانظروا إليه، كما لو أنه اختبار صعب يتحداكم، وتذكروا دائما أن الأعمال التي تنجزونها وفق معايير عالية تفتح لكم آفاقا جديدة نحو فرص وأعمال أكبر لم تكن تخطر ببالكم، وهناك آلاف القصص والوقائع التي تؤكد هذا المعنى، مثل: طالب كان يتمنى أن يكون مهندسا ولكن مجموعه المنخفض حال دون دراسته في كلية الهندسة فشجعه كاتب السطور على التقدم لكلية الفنون الجميلة وأصبح مهندسا للديكور مشهورا بل ذائع الصيت.. والأمثلة على ذلك كثير. سوف تنجحون يا أبنائي وبناتي – إن شاء الله – إذ حولتم الأعمال إلى مهن تؤدونها باحتراف واتقان، فالعمل نعمة من الله، فمهما كان العمل صغيرا فإنه يمتلك نفس ميزات العمل الكبير ويحقق الآتي: * يخلصنا من الفراغ، وينقلنا من مرحلة التخبط والتمني إلى مرحلة التنفيذ. * يساعدنا على اكتشاف مواهبنا. * يحسن البيئة التي نعيش فيها. قال صاحبي: ما الذي يعنيه هذا بالنسبة لشبابنا؟ قلت: يعني الآتي: 1- عليكم أن ترتبوا أموركم على أساس أن الحياة هي العمل وأن العمل الجيد هو حياة جيدة. 2- إذا لم يحصل أحدكم على العمل المناسب له، فليعمل في أي شيء نافع إلى أن يحصل على العمل الذي يلائمه. 3- لا تنظروا إلى المهن على أنها شيء شائن، فالشائن حقا هو الاحتياج للناس والرشوة واللصوصية، وأكل أموال الناس بالباطل. 4- هناك فرص كثيرة، وهي في نمو مستمر، والمشكل هو عدم وجود مؤهلين لها، فأهلوا أنفسكم على نحو جيد.